إسلام

بحث حول صحيح البخاري

يعد صحيح البخاري أصح الكتب بعد القرآن الكريم

2.9
(9)

الأحاديث النبوية الشريفة والقرآن الكريم بمثابة الأصول التي يستند عليها كل مسلم في حياته، فعقب وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وانقطاع نزول الوحي بوفاته خشي المسلمون من عدم وجود أي تفسير فقهي لجميع المسائل والأمور الحياتية، هذا ويعُد صحيح البخاري أحد أهم المصادر للأحاديث النبوية.

وهناك الكثير من المسائل التي لم يتطرق إليها القرآن الكريم ولكننا نجد تفسيرًا واضحا لها في الأحاديث النبوية الشريفة، فالله سبحانه وتعالى لم يتركنا في هذه الحياة دون مرشد، وهو ما جعل الصحابة في غاية الحرص على تجميع أحاديث الرسول ص والحفاظ عليها خوفًا من ضياعها.

وقد كانت الصحابة في حياة النبي تلتف حوله باستمرار للاستماع إلى تفسيره لآيات القرآن الكريم وحفظه، إلى جانب معرفة تفسير الأحاديث، إلا أن الكثير من الصحابة لم يهتموا بتدوين تلك الأحاديث ماعدا القليل منهم مثل عبد الله بن عمرو، هذا وبدأ الاهتمام بجمع الأحاديث في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز.

ويمكننا القول حقًا أن الاهتمام بالأحاديث النبوية الصحيحة والواردة عن النبي ص وجمعها كانت في القرن الثالث الهجري، ومن أبرز كتب الأحاديث على مر العصور والتي تعتُبر من كنوز الإسلام نجد صحيح البخاري والذي نحن بصدد الحديث عنه اليوم.

التعريف بصحيح البخاري

هو الأشهر في كتب الأحاديث النبوية التي يعتمد عليها المسلمون من أهل السنة والجماعة، حيث أنه “الجامع المسند الصحيح المختصر من أُمور رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسننه وأيامه” ووفقًا لأهل السنة هو الكتاب الأصح الذي يتم الاعتماد عليه بعد القرآن الكريم.

وقد ضم الكتاب ما يقرب من سبعة آلاف وخمسمائة حديث صحيح تم انتقائهم من أصل ستمائة ألف حديث، فكان البخاري يتحرى ويسافر آلاف الأميال من جمعها، واستمع لما يقارب عشرة آلاف رجل سعى إليهم في كافة الأمصار حتى يتأكد من صدق الأحاديث وروايتها عن الرسول ص، واستمرت رحلة جمعه للأحاديث وتنقيتها ما يقرب من ستة عشر عامًا.

ولم يكتفي الأمام البخاري بهذا بل قبل إصدار صحيح البخاري حرص على عرضه على مجموعة من العلماء وفقهاء القوم مثل الإمام أحمد، والإمام يحيى بن معين، والإمام علي بن المديني، ولقي استحسانا من الجميع وتم الاتفاق عليه وعلى صحة جميع الأحاديث المتضمنة به.

من هو الإمام البخاري

هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الذي ولُد في بخارى ونشأ في بيئة محبة للعلم ومهتمة بالأحاديث فقد كان والده من العلماء المحدّثين الراحلين في طلب الحديث، وعند وفاته والبخاري صغير السن تكلف هو بإكمال المسيرة واهتم بحفظ القرآن الكريم وحفظ الحديث.

ومنذ صغره كان ذا نبوغ حيث شهد له جميع الشيوخ والعلماء بالحكمة والتقدم المذهل في علوم الحديث وحفظه، واستمر في رحلته للتفقه في علم الأحاديث من خلال السفر للكثير من البلدان والأمصار الإسلامية للاستماع إلى علماء الحديث والشيوخ الذين بلغ عددهم قرابة ألف شيخ.

سبب كتابة صحيح البخاري

وردت الكثير من الروايات حول الأسباب التي دفعت الإمام البخاري إلى تأليف صحيح البخاري إلا أن الرواية الأشد شهرة كانت في وقت جلوس البخاري في مجلس الشيخ إسحاق بن راهويه، وخلال المجلس سمعه البخاري يوصي طلابه قائلاً: “لو أنّ أحدًا ينبري لجمع الأحاديث الصحيحة”.

وتأثر الأمام البخاري بهذه الكلمات التي كانت دافعًا لاجتهاده لأعوام عديدة بغرض جمع الأحاديث الصحية واجتناب كل ما هو مزيف ولم يرد عن الرسول ص، وقد توفق في ذلك بالفعل وأصبح صحيح البخاري من أشهر كتب الحديث وأهمها على الإطلاق.

Print Friendly, PDF & Email

يسعدنا أن نعرف تقييمك للمقال

اضغط على نجمة لتقييم المقال

النتيجة

كن أول من يقيم المقال

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق