أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

العولمة : المفهوم الآليات الفاعلون و الأخطار

العولمة هي حلقة من أهم حلقات النظام الرأسمالي في أوروبا في عصرها الحديث، بدأت العولمة في الظهور والانتشار في آخر القرن التاسع عشر ميلاديًا، وكان معدل انتشارها بطيئًا من بداية الحرب العالمية الأولى انتهاءً بالربع الثالث من القرن العشرين، ويرجع سبب البطء في انتشار العولمة إلى محاولة أكثر من دولة حماية الصناعات القومية التي توجد بها بطريقة التمركز حول الذات.

العولمة ، المفهوم الآليات والفاعلون

العولمة لغة

عُرفت العولمة لغويا بأنها كلمة تعني تعميم الشيء واكتسابه رونقًا عالميًا، واشتقت الكلمة في اللغة الإنجليزية من كلمة Globalization ومن اللغة الفرنسية من كلمة GLOBALISTION.

أما اصطلاحًا يختلف معناها باختلاف التخصصات

فيمكن تعريفها اصطلاحا في الاقتصاد باندماج اقتصادات العالم في التجارة دوليا، كما ان العولمة تضمن حرية تنقل رؤوس الأموال والمنتجات والأشخاص في تتبعٍ تامٍ لخطى النظام الرأسمالي.

أما في التاريخ

 تعتبر العولمة تطورًا جديدًا للنظام الرأس مالي ومرحلةً جديدة في تطورها، وتبدأ هذه المرحلة في الجزء الأول من التسعينات.

وبالنسبة لمفهوم العولمة جغرافياً

 فيمكن القول انها تنظيم جديد للخريطة الاقتصادية مع زيادة الروابط الاقتصادية حول دول العالم، كما تهتم العولمة بإلغاء الحدود الجمركية بين دول العالم، وإنشاء سوق عالمية تسيطر عليها الدول الكبرى أو الشركات المتعددة الجنسيات.

ويختلف مفهوم العولمة قليلًا في علوم الفلسفة والاجتماع فتُشرح العولمة فيهما انها القضاء على اختلاف الثقافات بين دول العالم والقضاء على الهوية الثقافية والوطنية للمجتمع، والاعتماد على ثقافة النظام الرأسمالي في تنميط القيم والعادات.

ونسب البعض العولمة إلى الأمركة وهي محاولة إضفاء الثقافة الخاصة بالولايات المتحدة الأمريكية إلى جميع ثقافات العالم، كما أن صندوق النقد الدولي كان مهتما بشرح مفهوم العولمة بالنسبة له من حيث أنه يعتبرها تعاون مالي واقتصادي مجتمع لكل دول العالم بقصد الاستفادة من الأنشطة الإنتاجية والخدماتية وتطويرهما.

الآليات الرئيسية للعولمة والقوى المؤثرة فيها

تعتمد العولمة في قيامها وانتشارها على عدد من الآليات الاقتصادية والتقنية التي تتكئ ركائزها عليهما، كما أنهما هما السببين الرئيسيين في تطورها.

آليات العولمة الاقتصادية

في المجال التجاري اعتمدت العولمة على القضاء على الضرائب الجمركية كاملةً أو حتى اللجوء وتخفيفها بشكل كبير إذا لم يكن من الممكن إلغاؤها كاملة.

وفي المجال الاقتصادي كان اتجاه العولمة إلى التخلي عن سياسات التأميم والاقتصاد الموجه، واللجوء إلى سياسة الخصخصة والحرية الاقتصادية لكل رأس مالٍ على حدة.

أما في المجال المالي فكان الاعتماد على الدولار الأمريكي واليورو الأوروبي كاملًا، كما تم اختيارهما كقاعدة ثابتة للمعاملات النقدية دوليا، كذلك لجأت العولمة في آلية عملها الاقتصادي إلى تحرير أسعار صرف العملات الوطنية، وتحرير سعر فائدة القروض، وتدفقات رؤوس الأموال الأجنبية، وتدخل المؤسسات المالية العالمية في برامج إصلاح اقتصادي لبعض الدول النامية.

آليات العولمة التقنية

كان للعولمة مفعولا قويًا ومؤثرًا في قيام الثورة التكنولوجية الهائلة في وسائل التواصل عبر الاتصال أو الانترنت والفاكس وحتى الأقمار الصناعية، كما أثرت العولمة في إشعال الثورة في وسائل الإعلام بجميع أنواعها المسموعة او المرئية أو الالكترونية أو المكتوبة.

كذلك فقد كانت العولمة سببًا في التقدم التقني الكبير الذي لحق بوسائل النقل بأنواعها بريًا وبحريًا وجويًا، وسببًا في جعل أي رحلة على متن أي وسيلة منهم أكثر أمانًا وسرعة.

القوى الفاعلة في العولمة

تتنوع القوى الفاعلة في العولمة وتنقسم لمجموعات من الفاعلين يقوم كلًا منهم بالقيام بالجزء المنسوب إليه ومن أهم هذه القوى ما يلي:

صندوق النقد الدولي

 وهو عبارة عن مؤسسة مالية عالمية دولية تتبع هيئة الأمم المتحدة، ويكون دور صندوق النقد الدولي هو مراقبة السياسات الاقتصادية والمالية في جميع دول العالم ومحاولة إيجاد الحلول للدول التي تلجأ إليه أثناء تعثرها ماليًا.

البنك الدولي

 وهو بنك دولي يتبع أيضًا هيئة الأمم المتحدة، ومن مهام البنك الدولي هو قيامه بتمويل المشاريع الاقتصادية والاستثمارية، كما ان البنك الدولي هو البنك المسؤول عن منح القروض للبلدان النامية في مقابل اتفاق هذه البلدان على القيام ببرامج إصلاح اقتصادي تبعاً للمبادئ الليبرالية.

المنظمة العالمية للتجارة WTO / OMC

المنظمة العالمية للتجارة

 وهي منظمة دولية تستهدف تحرير التجارة العالمية والعمل على ادماج أعضائها من بلدان العالم المختلفة في الاقتصاد العالمي، وقد حلت المنظمة العالمية للتجارة كبديل لمنظمة الكات Gatt ” وهي المنظمة الخاصة بالاتفاقية العامة حول التعريفة الجمركية والتجارة”.

المنظمات غير الحكومية المناهضة للعولمة الاقتصادية

 وفي مقدمتها المنتدى الاجتماعي وحركة أطاك، وقد وصل تعدادهم لحوالي 25 ألف منظمة، كما اختلطت الأجندات الخاصة بها ما بين معلنة وأخرى مخفية.

القوى الاقتصادية العظمى

 وتضم تحت شراعها ثماني دول كبرى، وهم: الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة “بريطانيا”، ألمانيا، إيطاليا، كندا، فرنسا، روسيا، واليابان، أو من خلال منتدى دافوس وهو منتدى سنوي يعقد في مدينة دافوس السويسرية وهو من أكبر التجمعات الاقتصادية العالمية.

الشركات متعددة الجنسية

 وهي شركات ضخمة تنتمي لدول الثالوث الاقتصادي بفروعٍ متفرقة في جميع أنحاء دول العالم وتخضع ملكيتها لسيطرة جنسيات مختلفة وفي أماكن مختلفة تحت قيادة مركزها الرئيسي الذي يقع في دولة معينة تسمى بالدولة الأم Home Country وتعتبر أكبر مؤثر في العولمة حيث تقوم بالتنسيق فيما بينهما لتقسيم العالم إلى مناطق نفوذ اقتصادية.

المدن العملاقة

 ومن أهم هذه المدن نيويورك وطوكيو ولندن وفرانكفورت و باريس ، وهذه المدن هي المدن الأكثر اندماجًا في العولمة وهي المتحكم الأول في الاقتصاد العالمي، وذلك بسبب وقوع مقرات الشركات العالمية الكبرى وأسواق البورصات والمال العالمية فيها.

أسباب ظهور العولمة وانتشارها

ساهمت العديد من العوامل في ظهور العولمة وتطورها وإدراجها كجزء رئيسي في الحركة العالمية.

وكان من ضمن هذه الأسباب هو تفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار المعسكر الاشتراكي في أوروبا الشرقية التي كانت تقوم على نظام ثنائية القطب، وأصبح النظام القائم والمعمول به هو النظام أحادي القطب.

كما كان إنشاء المنظمة العالمية للتجارة العالمية سببًا رئيسيًا في قيام العولمة وتطورها جنبًا بجنبٍ إلى تزايد نفوذ الشركات المتعددة الجنسيات خاصةً الشركات الأمريكية منها.

أخطار تندرج تحت مسمى العولمة

تظهر الكثير من المخاطر المؤثرة عالميًا تحت ما يسمى بمفهوم العولمة، وتتنوع الأخبار ما بين أخطار اقتصادية وأخرى ثقافية، ومن أبرز هذه الأخطار:

كانت العولمة سببًا في القضاء على الصناعات الوطنية الداخلية في البلدان النامية التي تأثرت بحركة العولمة، حيث أن إمكانيات هذه الدول النامية تعتبر ضعيفة بالنسبة لمقابلتها من دول المنافسة الأجنبية.

كما أن العولمة أفقدت هذه الدول النامية التحكم في اقتصادها، وجعلتها عبارة عن تابع للدول العظمى التي تسيطر على مجرى الأمور.

وبالطبع فقد تأثرت ثقافة الدول النامية بالثقافات الخارجية التي كانت العولمة سببًا في انتشارها مقابل إلغاء القيم والتقاليد والثقافات المحلية والهوية الوطنية للدول النامية، وكانت وسائل الإعلام ووسائل الاتصال المختلفة دورًا رئيسيًا في طمس الهوية الخاصة بكل دولة.

وبسبب انقسام العالم لدول عظمى ودول نامية تبعًا لنظام العولمة فقدت اتسعت الفجوة بين دول العالم المتقدمة شمالًا ودول العالم الثالث أو الدول النامية.

ومن خلال الحديث عن العولمة، المفهوم الآليات والفاعلون يمكن الاستنتاج أن نظام العولمة خلق ليخدم مصالح الدول الكبرى أو الدول الرأسمالية على حساب مثيلاتها من الدول النامية تحت غطاء عالمي معترف به.

Web Media
Web Media
تعليقات