موضوع عن الصدقة، قال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام عن الصدقة: “الصدقة برهان”، أي أن الصدقة دليل على صحة الإيمان وقوته، فنجد المتصدقين دومًا أصحاب قلوب عذبة وإيمان نقي ويحتلون منزلة عالية بين الجميع لما يبذلونه من عطاء تجاه الآخرين.
موضوع عن الصدقة
الصدقة هي شكلًا من أشكال الأعمال الصالحة التي حثنا عليها الإسلام، وهي عملًا يتحلى به المؤمنون المخلصون لله عز وجل والذين يبتغون الدار الآخرة، فبذل الأموال والعطاء ليس أمرًا سهلًا على النفس، ولذلك جعل الله للمتصدقين والمنفقين في سبيله مكانة خاصة وجعل لهم في نصيب في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
وفي موضوع عن الصدقة سنتعرف على تعريف الصدقة، وفضلها، وأشكالها، وأهميتها للمجتمع.
ما هي الصدقة؟
الصدقة هي كل ما يعطى للفقراء والمساكين والمحتاجين من أموال، أو طعام، أو ثياب، او عطاء معنوي، على أن يكون ذلك بنية طاعة الله تعالى والتقرب إليه وألا يكون رياءً للناس أو تفاخرًا وتكبرًا على المحتاجين.
فضل الصدقة
وفي موضوع عن الصدقة سنتعرف على فوائد الصدقة وهي فوائد عظيمة وضعها الله تعالى لجعل المجتمع جسدًا واحدًا قويًا ومتكاتفًا، فحين يتحقق ذلك ويبذل كل مقتدر ما بوسعه من صدقات وعطايا للمحتاجين فحينها لن نجد مكانًا لفقير أو محروم ولا لجاشع وطامع، ومن فضائل الصدقة:
الصدقة تقي المؤمن من عذاب النار، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة”، وفي ذلك يحكى عن تلك المرأة التي اعطتها السيدة عائشة ثلاث تمرات لها ولإبنتيها فلما إستطعماها البنتين أرادا التمرة الثالثة فشقتها المرأة إلى نصفين وأعطت لكل منهما نصفًا، فقال الرسول عن ذلك الموقف بأن الله قد أوجب لتلك المرأة الجنة بصنيعها هذا أو أعتقها بها من النار.
الصدقة تطفىء غضب الله على العبد، فإن كان الشخص ممن أسرفوا بالمعاصي والكبائر فعليه بالصدقة.
وفضل الصدقة في شفاء المرضى عظيم، يقول الرسول في ذلك : “داووا مرضاكم بالصدقة”.
يقول الرسول في الحديث الشريف عن من يظلهم الله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله ومنهم رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه.
تدعي الملائكة للمتصدقين بأن يعيد الله لهم ما أنفقوا وأن يخلف عليهم بالخير فيتنزل عندما يصبح العبد ملكين فيقول أحدهم اللهم أعط منفقًا خلفًا، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكًا تلفًا.
ومن فضل الصدقة على المسلم أنها ترقق القلب وتنقيه من حب التملك والإستحواذ والبخل، فتجعل الشخص معطاءًا محبًا للخير، لا يسعى إلى ما يمتلكه غيره وذلك لأنه ينفق مما أعطاه الله حتى وإن كان قليلًا، فيخلو قلبه من الطمع والجشع ويمتلآ بالإيثار والعطاء والكرم والتقرب إلى الله.
وما ينفق العبد من صدقة إلا عوضه الله بدلًا منها خيرًا ولا تنقصه شيئًا حيث يقول الرسول: “ما نقص مال من صدقة”، وكثيرًا ما سمعنا عن أناس ينفقون في سبيل الله وسرعان ما عوضهم الله عما أنفقوا وأبدلهم خيرًا ربما مالًا أو رزقًا أو شفاء من مرض أو إنفراج لكربة.
أهمية الصدقة للمجتمع
الصدقة بابًا من أبواب التكافل الإجتماعي في المجتمع الإسلامي، وهي السبيل لجعل المجتمع كالجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، فلا يكون هناك مريضًا يتألم أو جائعًا أو فقيرًا بحاجة لمأوى أو مسكينًا شاردًا، إلا وله نصيبًا من الصدقات التي تساعده على العيش.
الصدقات تمحي المشاعر السلبية من المجتمع كالحقد الطبقي والشعور بالحرمان والظلم لدى الفقير، وتحمي المجتمع من تفشي السرقات والجرائم المرتكبة من أجل الحصول على المال، فبالصدقات تسود المعاني الطيبة كالشعور بالآخر، التعاون، الإستقامة، والحب ويصبح المجتمع سويًا وخاليًا من الأحقاد.
أشكال الصدقة
لا تقتصر أشكال الصدقة على المال فقط، فالصدقة قد تكون طعامًا أو ثيابًا، أو رسوم دراسية، أو بناء منشآت أو منافع عامة، أو قضاء ديونًا أو فواتيرًا عن المحتاجين ماديًا.
وهناك نوعًا آخر من أنواع الصدقة وهي الصدقات المعنوية، فقد جعل الله بكل تسبيحة صدقة وبكل تكبيرة صدقة، ووبكل تحميدة صدقة، وبكل تهليلة صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، والأمر بمعروف صدقة، والنهي عن منكر هو صدقة، والتبسم في وجه أخيك صدقة، وإلقاء السلام وإماطة الأذى عن الطريق هي صدقات أيضًا، وأشكال كثيرة من الصدقات التي جعلها الله بذلك في إستطاعة الجميع.