يقولون إن الحاجة هي أم الاختراع، ولذا إن كانت هناك حاجة لشيء فسيتم اختراع شيء آخر ليسد هذه الحاجة، وهذا بالضبط ما حدث مع التعلم الذاتي والذي سنتعرف عليه في مقالنا بشيء من التفصيل، سنتعرف على ماهيته وأهميته وكيفيته وأيضًا مميزاته الكثيرة.
أيضًا قد انتشرت الكثير من الوظائف التي لا تتطلب شهادات، بل خبرة واسعة في المجال ويمكن لأي أحد تحقيقها باستخدام التعلم الذاتي.
تعريف التعلم الذاتي الذي يعد مصدرًا لحياة أفضل
هناك تعريف بسيط للتعلم الذاتي وهو كل شيء يتعلمه الإنسان خارج إطار الأكاديمية أو المدرسة أو الجامعة، خارج نطاق نظام المراقبة والامتحانات الكثيرة.
هذا يعني أن خبراتك في تعلمك الذاتي ستأتي من نتائجه هو لا من نتائج اختبار وضعه أستاذ جامعي ما، أو اختبار وُضع لتعجيز الطلبة، كما نعلم جميعنا كيف حال المدارس والجامعات، وإن التعلم الذاتي يزيد من فرص قبولك في مختلف الوظائف بناءً على خبراتك في المجال لا شهاداتك الأكاديمية.
التعلم الذاتي يعطيك القدرة على بذل الكثير من المحاولات ودراسة ما تحب بالشكل الذي تحبه في أي وقت وأي مكان تريده، ليس هناك إلزام بوقت معين وفترة معينة للحضور أو الانصراف، في التعلم الذاتي أنت تتعلم بحريتك وأنت الوحيد المسؤول عن عملية التعلم هذه.
أهمية التعلم الذاتي
لا يقيدك التعلم الذاتي بكتب محددة يجب عليك إنهاؤها قبل انتهاء الشهر بل يتيح لك الاختيارات أمامك وأنت الذي تختار، تختار بناء على خبرات من سبقك بالتأكيد ولكن ستكون حرًا ولن يأتي أحد ليمتحنك فيما درست ويحدد نجاحك من رسوبك، بل إن في التعلم الذاتي تُتاح لك المحاولة مرات كثيرة قد تكون غير نهائية وهذا يوسع من فرص التعلم لديك وفرص كسب الخبرات باستمرار.
أيضًا قد يكون بديلًا لشخص لم يحالفه الحظ لدخول المدرسة أو الجامعة، أو شخص لم يحالفه الحظ في النجاح في الجامعة، أو حتى شخص يريد تغيير مجاله الذي حصل عليه من الجامعة، أترى؟ كل الأبواب مُفتَّحةٌ أمامك وتنتظر منك أن تفتحها.
وإضافة إلى ذلك فإن التعلم الذاتي يساعدك على الآتي:
- تطوير مهاراتك باستمرار ومهارات حل المشكلات.
- استغلال أوقات يومك بشكل عملي.
- زيادة شعورك بالإنجاز بعد كل معلومة جديدة تتعرف عليها.
- الاختيار من بين الكثير من طرق التعلم كفيديوهات اليوتيوب والكتب البسيطة إلى غير ذلك.
أما لو كنت بارعًا في إقناع الناس، أو لديك خبرة في طرق البيع والشراء فالمجال الأمثل لك هو التسويق الإلكتروني بلا شك، حيث يُعد مجالًا مميزًا وسهلًا للمبتدئين، يمكن لهذه المقالة أن تساعدك في البدء في فهمه والانخراط فيه مفهوم التسويق الالكتروني : نشأته وأنواعه ومزاياه وعيوبه…
كيفية التعلم الذاتي
لدخول المدرسة والاستمرار فيها هناك شروط منها أن تنجح في الامتحانات، ولدخول الجامعة أيضًا شروط منها إحراز علامات مناسبة، لكن التعلم الذاتي يحتاج إلى شروط مختلفة تمامًا قد تعتبر مهارات سنسردها فيما يلي:
1- كن فضوليًا جدًا
يجب وبكل تأكيد أن تكون هذه المهارة مُرسخة عند كل من يريد التعلم الذاتي فهي الوقود الذي يحركه نحو المجال الذي اختاره، فمثلًا إن قمت باختيار البرمجة فعليَّ أن أتساءل كثيرًا كيف يتكون هذا البرنامج من خلال البرمجة؟ هل يمكنني حقًا تعلم البرمجة وعمل برنامج خاص بي؟ كيف يفهمني الحاسب الآلي؟
يجبُ أن تسألَ نفسك أسئلة كثيرة وتكونَ فضوليًا، وكما قال الرئيس والمفكر علي عزت بيجوفيتش “لا يجد الإجابة إلا من يؤرِّقه التساؤل” فإذا أردت تعلم مجال ذاتيًا فعلى هذا المجال أن تؤرقك أسئلته وتسعى لإجابات واضحة لها.
فعندما تفقد الفضول ستبدأ بالكسل وترك المجال للأسف، لذا كان من المهم أن تجاوب على ثلاث أسئلة قبل البدء في أي مجال وهم:
- لماذا تحتاج أن تتعلم هذا المجال؟
- لماذا هذا المجال مهم جدًا؟
- هل حقًا سيفيدني هذا المجال؟
- هل عندي فضول تجاه هذا المجال؟
فإجاباتك ستحدد صدقك من عدمه.
2- ضع جدول أهدافٍ مُحدَّدة
يساعد وضع أهداف محددة كثيرًا في التعلم الذاتي وفي غيره من عمليات التعلم، حيث إنها تساعدك على تحديد أوقات التعلم وتقسيمها بشكل جيد على اليوم، كي لا تضيع أوقاتك في أشياء غير مفيدة.
أيضًا كي لا تقضي في التعلم وقتًا كبيرًا في يوم ما، ولا تستطيع قضاء نفس الوقت في اليوم التالي، بل حدد أوقات التعلم بطريقة مميزة موزعة بحكمة على مدار اليوم كي تتعلم بشكل أفضل.
3- اطلع على مصادر مختلفة
من مميزات التعلم الذاتي كثرة الاختيارات بين المجالات وكثرة مصادر التعلم الخاصة بكل مجال وكثرة الكورسات الموجودة على شبكة الإنترنت، فحين ترغب في الإلمام بمجال ما من كل جوانبه فستجد له مصادر كثيرة، حاول أن تطلع عليها لتتعلم المزيد عن المجال وتتعمق فيه أكثر.
لا تكتفِ بمصدر واحد أو اثنين، ولا تقف في عملية التعلم عند نقطة معينة واجعلها عملية مستمرة لفترة طويلة كي تحقق الهدف المرجو من التعلم.
4- طبق ما تعلمته
بعد أن وفقك الله وتعلمت مجالًا معينًا عليك بتطبيقه في أقرب وقت، إن تعلمت مجال المحاسبة مثلًا فاسأل بسرعة عن أي تدريب عملي على المحاسبة حتى وإن كان غير مدفوع الأجر، كل ما نريده هو فقط الانغماس في سوق العمل وتطبيق العلم الذي تعلمناه.
إن كنت قد تعلمت البرمجة مثلًا، فبادر بسرعة لإنشاء أول مشروع برنامج لك، وكذلك في المجالات الأخرى لأن التطبيق العملي يحتاج لأن يكون سريعًا قبل أن تنسى ما تعلمته وسوف يساعدك كثيرًا لكسب المزيد من الخبرات والاستفادة القصوى بما تعلمته في التعلم الذاتي.
5- انشر تجربتك وأفِد الناس بما تعلمت
في الأخير يجب أن تنشر تجربتك وتفيد غيرك وتحفزهم، وستكون بذلك مُحفزًا لنفسك في الوقت نفسه فرغبتك في مساعدتهم نابعة من رغبتك في مساعدة نفسك، وإن قمت بشرح ما تعلمت بسهولة فهذا إثبات واضح على فهمك له وتعمقك فيه ونجاح عملية التعلم الذاتي.
ونختم بمقولة للعالم ألبرت أينشتاين “إذا كنت لا تستطيع شرح ذلك ببساطة، فأنت لا تفهمه جيدًا بما فيه الكفاية”.
تعرفنا على التعلم الذاتي وأهميته في العصر الحالي، ومميزاته وأيضًا طرقه، وبعض النصائح المهمة، فهو يعتبر مهمًا في الوقت الحالي لكل مميزاته تلك، ولأنه سبب الكثير من التطور ويساعد الكثيرين ممن فقدوا الأمل في دخول الجامعات، نرجو أن تكون المقالة مفيدة لكم.