تربية وتعليم
تعريف التوحيد
يتساءل الكثيرين عن تعريف التوحيد حيث يعتمد التوحيد على الاعتقاد الجازم بوحدانية الله سبحانه وتعالى وأنه الخالق لكل شيء، وهو المستحق للعبادة بدون منازع، ولا يوجد له ند أو شريك، وهو ما يُطلق عليه عقيدة التوحيد، ومن النصوص القرآنية التي أكدت على ذلك بشكل قاطع هي سورة الإخلاص التي يقول فيها الله عز وجل،{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}، كما أكدت على ذلك السنة النبوية أيضاً، فإليكم المزيد من المعلومات عن تعريف التوحيد وأهميته للعبد، وأقسامه المختلفة.
تعريف التوحيد
يختلف تعريف التوحيد من حيث اللغة عن تعريفه من حيث الاصطلاح فالمعنى اللفظي لكلمة التوحيد تحمل العديد من المعاني وهي جميعاً ترمز للانفراد والتفرد، وهي من الصفات الملائمة لصفات الله عز وحجل، وأما من حيث الاصطلاح فيُقصد بالتوحيد انفراد الله سبحانه وتعالى بجميع ما يخص صفة التوحيد وتنقسم لتوحيد الألوهية وتوحيد أسمائه وصفاته، وتوحيد الربوبية.
أقسام التوحيد
كما ذكرنا فإن التوحيد ينقسم لثلاثة من الأقسام وهي توحيد أسمائه وصفاته، وتوحيد الربوبية والألوهية، وإليكم مدلول كل قسم من هذه الأقسام.
توحيد الألوهية
يتم تعريف توحيد الألوحية بأنه تفرد الله عز وجل بالعبادة بمختلف أشكالها، سواء العبادة الباطنة من خلال القلب، أو العبادة الظاهرة عن طريق القيام بالعبادات المختلفة كالصلاة والصوم وغيرها من العبادات، ويعني توحيد الألوهية أنه لا إله سوى الله عز وجل، المستحق للعبادة المصحوبة بالتعظيم والمحبة، والابتعاد عن المعاصي واجتناب النواهي.
توحيد الأسماء والصفات
ويعني تفرد الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته المقتصرة عليه، فلا يوجد مثله في الأسماء أو الصفات، ولذلك يجب القيام باثنين من الأمور وهم إثبات الأسماء التي اقتصرت على الله سبحانه وتعالى بالنص القرآني أو من خلال ما ورد في السنة الشريفة والتي تتضمن نزاهة الخالق سبحانه وتعالى عن كل ما فيه نقص أو خلل أو عيب، وذلك في قوله تعالى،{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
توحيد الربوبية
وهي الانفراد بالأفعال الذي لا يستطيع فعلها أي مخلوق، وهي أفعال يختص بها وحده لا شريك له، فهو بيده جميع الملك، ولا يمكن لكائن تدبير أموره سوى بإراداته، وهو القادر والمحيي والمميت، كما يقول سبحانه وتعالى، {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ}.
والجدير بالذكر أن هذه الأقسام الثلاثة مترابطة ويجب أن تشتمل عليها عقيدة التوحيد والإيمان بالله عز وجل، وبدون الإيمان بالثلاثة أقسام لا يكون التوحيد كاملاً.
أهمية التوحيد
لقد تعرفنا في السطور السابقة على تعريف التوحيد والأقسام الخاصة به، وجاء الوقت لذكر أهمية التوحيد، ويبدو ذلك من خلال ملاحظة بعض الأمور، فقد خلق الله سبحانه وتعالى جميع الخلق لعبادته والتوحيد به، وهي من الفطرة التي تنشأ عند الإنسان بطبيعته فالإنسان منذ بدء الخليقة يميل للعبادة، وعندما جاءت الأديان أصبح التوحيد والعبادات لله عز وجل دون غيره، فالتوحيد هو أصل العبادة التي دعا إليها كافة الرسل والأنبياء.
ولأهمية التوحيد جاء ذكره في الكثير من المواضع في القرآن الكريم التي تشهد على وحدانية وربوبية الخالق عز وجل، وكانت مهمة الرسل والأنبياء هي توجيه العباد للفطرة السليمة وابعادهم عن وساوس الشيطان التي زينت لهم عبادة ما دون الله تعالى.
وبذلك نكون قد تعرفنا في مقالنا على تعريف التوحيد فمن يتأمل في قصص الأنبياء يمكنه التعرف على مدى إيمانهم بفكرة التوحيد التي أفنوا عمرهم وخاطروا بحياتهم من أجلها ومن أجل الدفاع عن إيمانهم، فالتوحيد هو الذي يُفرق بين الإيمان والكفر، وهناك الكثير من الأمور التي تؤكد على أهمية التوحيد في حياتنا جميعاً.