بحث حول يوسف بن تاشفين

بحث يوسف بن تاشفين ، ينتمي يوسف بن تاشفين لدولة المرابطين الذين قاموا باقتلاع جذور الكفر من دولة المغرب ولهم الفضل في التخلص من الزناتية وبرغواطة بفضل جهادهم، واستطاعوا إرساء قواعد الدولة الإسلامية في بلاد المغرب، وامتد نفوذهم إلى الدول الإفريقية، وساندوا المسلمين ببلاد الأندلس، ويعتبر يوسف بن تاشفين من أهم قادتها.

بحث يوسف بن تاشفين

اسمه  يوسف بن تاشفين بن إبراهيم الحميري، ويُطلق عليه أيضاً أبو يعقوب أو أمير المسلمين من قبيلة لمتونة ويعود له الفضل في تـأسيس دولة المرابطين ببلاد الأندلس والمغرب، وذلك بعد تنازل ابن عمه أبي بكر ابن عمر له عن قيادة الدولة بشمال المغرب، وذلك لما عُرف عنه من صفات الشجاعة والقيادة، وكان أول أعماله هو تأسيس مراكش في العام 1062 الميلادية، وانطلق منها للجهاد والكفاح لتوحيد بلاد المغرب، واستطاع الوصول لهذا الإنجاز بعد عزم وإرادة قويين وذلك في العام 1074 الميلادي.

نبذة عن حياة يوسف ابن تاشفين

وُلد يوسف ابن تاشفين في العام 1006 من الميلاد الموافق للعام ربعمائة هجرية، وهو من لمتونة بالمغرب وهي أحد القبائل التي استطاعت نشر المذهب المالكي ببلاد المغرب والأندلس، وتمكنت قبيلته من القضاء على صنهاجة، اهتم والده منذ نشأته بتلقيه العلم من خلال حضور جلسات الوعظ، ولكنه لم يتعمق بشكل كبير في هذا الشأن، وتزوج في بداية حياته من زينب ابنه اسحاق النفزاوية وكان والدها يعمل بالتجارة.

كان يوسف ابن تاشفين خفيف اللحية ذو صوت دقيق، وكان أسمر الوجه ونحيف الجسم، وتميز بشجاعته المنقطعة النظير وحبه للقيادة والجهاد، وكان يرتدي اللثام الضيق الخاص بالجيش، وتوفي يوسف ابن تاشفين في العام خمسمائة من الميلاد وكان يبلغ عمره مائة عام، وتولى الجهاد من بعده ابنه علي.

جهاد يوسف ابن تاشفين في بلاد الأندلس

يعتبر جهاد يوسف ابن تاشفين ببلاد الأندلس من أهم المحطات في تاريخه بل بالنسبة لدولة المرابطين بالكامل، فقد استطاع عبور البحر لدخول بلاد الأندلس والانتصار في معركة الزلاقة المعروفة، وكانت بداية هذه الأحداث عند تدني أحوال بلاد الأندلس بسبب ملوك الطوائف، وانشغال الحكام باللهو والترف وزادت الأطماع في الرغبة على الاستيلاء على الحكم من جانب النصارى والإسبان، وكانت بلاد الأندلس على حافة الانهيار.

وجعلت هذه الأحوال شعب الأندلس يطلب من ملوك الطوائف وقف هذه المهزلة، وتحت هذه المطالب الشعبية استنجد ملوك الطوائف بأبو يعقوب يوسف ابن تاشفين، وأرسلوا له العديد من الوفود والمراسلات لعله يستجيب لطلباتهم، وكان رده سريعاً وقرر الوقوف بجانبهم ونصرة المسلمين وكان ذلك من عقيدة دولة المرابطين وهي الدفاع عن الأراضي الإسلامية في مواجهة الطامعين.

وبالفعل دخل إلى بلاد الأندلس وحدثت معركة الزلاقة التي تعتبر من المعارك الحاسمة في تاريخ الدولة الإسلامية بالكامل، فقد عبر يوسف بن تاشفين بمقدمة جيشه بلاد الأندلس في العام 1086 الميلادي، بالرغم من عمره الكبير في ذلك الوقت الذي ناهز 70 عام، ولكنه لم يستطع عدم الاستجابة لنجدة المسلمين، وقد أعد الخطة المناسبة التي ساعدته على الانتصار في المعركة.

واختار يوسف ابن تاشفين الموقع الملائم لرحى المعركة وهو سهل الزلاقة، وقام بتقسيم الجيش لقسمين بعث واحد منهم لنجدة أهل الأندلس، والقسم الآخر للقتال مع الطامعين وهم الجيش القشتالي بقيادة الفونسو السادس ، وكان النصر في هذه المعركة بجانب المسلمين وجيش المرابطين بعد معركة ضارية اشتبك فيها العديد من الجنود، وكانت تلك بداية مرحلة جديدة لدولة المرابطين بقيادة القائد العظيم يوسف ابن تاشفين.

Web Media
Web Media
تعليقات