تربية وتعليمصحة
بحث مفصل وشامل عن التنمر
فهرس البحث
التنمر هو من أحد السلوكيات العدوانية التي تستهدف الضرر النفسي بشخص آخر، سواء عن طريق العمد، أو بدون قصد، ويمكن أن يكون بشكل جسدي أو لفظي، ويوجد العديد من التصرفات التي تندرج تحت المفهوم العام للتنمر، كالإساءة اللفظية، واستبعاد الشخص من التواجد في مناسبة ما، أو فرض القيام بأحد الأشياء الغير مرغوبة لهذا الشخص والتي يرفض القيام بها.
أنواع التنمر
طبقاً لعلماء النفس يوجد أنواع من التنمر والتي تنقسم لتنمر مباشر وغير مباشر، وإليكم المزيد من الشرح:
التنمر المباشر
التنمر المباشر وهو الإساءة المباشرة والمقصودة والتي يتم توجيهها لشخص معين مع توفر القصد بالقيام بذلك، ويمكن أن تكون بشكل توجيه كلمات جارحة أو عن طريق الإساءة الجسدية، ويشتمل هذا النوع على الركل والدفع، أو الخنق والطعن وغيرها من طرق الإيذاء المباشر
التنمر الغير المباشر
ويُطلق عليه كذلك اسم العدوان الاجتماعي، وهذا النوع يكون من خلال القيام بالسلوكيات الآتية:
- إطلاق شائعات كاذبة عن الشخص المستهدف بالسخرية.
- الرمق باستخدام النظرات الجارحة.
- التنابز بالألقاب.
- التحديق بالشخص والسخرية منه بشكل جارح.
- الاستهزاء بالشخص بسبب وجود مرض مزمن.
تاريخ التنمر
بالبحث في التاريخ القديم وُجدت الكثير من الحالات للتنمر في العصور القديمة، وذلك منذ بداية الخلق، ولكن تم توثيق أول جريمة تنمر بشكل رسمي في العام 1825، فقد حدثت جرمة قتل اتهم بها شخصين حصلوا على منحة من جامعة إيتون، وقد قاموا بذبح زميلتهم بسبب السخرية.
أشكال التنمر
طبقاً لهيئة الأمم المتحدة فيوجد أكثر من شكل للتنمر، وتشمل ما يلي:
التنمر اللفظي
ويكون بشكل قول التعليقات الجارحة للآخرين، أو مضايقاتهم بشكل لفظي مثل مناداة الشخص باسم غير محبوب، أو لو ارتباط بأحد النواقص لديه، أو توبيخه بسبب ظروف ليس له شأن بها، أو الاستهزاء بملامحه وشكله، أو استخدام رسائل التهديد عبر طرق التواصل الاجتماعي.
التنمر الاجتماعي
وهو القيام باستبعاد الشخص من حضور المناسبات العامة لوجود عيب أو نقص به، مما يجعله مختلف عن غيره من المتواجدين في المناسبة، أو نبذ الأطفال الذين يعانون من متلازمة ما واستبعادهم من اللعب مع الأطفال الآخرين، احراج الشخص لوجود اختلاف به من ناحية الشكل العام، أو من ناحية الصحة، ورفض الآباء للأبناء المصابين بالتوحد أو غيره من المتلازمات المرضية الأخرى.
التنمر الجسدي
وهو الذي يتضمن الحاق الأذى بجسد الشخص المتنمر عليه، أو حتى استخدام بعض الأشياء التي توحي بإلحاق الضرر به، وتتضمن ما يلي:
- التسبب في خدوش أو كدمات بالشخص المتنمر عليه.
- البصق على الشخص أو القيام بضربه.
- كسر شيء أمامه بهدف إخافته.
- إخافة الحيوانات الأليفة واللعب بها كذلك يُعد شكل من أشكال التنمر الجسدي طبقاً لهيئة حقوق الحيوان بدولة الولايات المتحدة.
التنمر الجنسي
ويُقصد به الإيذاء الذي يتعرض له الشخص نتيجة لقول لفظ غير لائق، أو خادش للحياء.
التنمر الالكتروني
وهو من الأنواع الحديثة للتنمر الذي ظهرت نتيجة لتقدم وسائل التكنولوجيا الحديثة، ويتم عن طريق إرسال الرسائل والمدونات بهدف التشهير بأحد الشخصيات، أو الترويج للعبة تستهدف تعليم الأطفال العنف، بالإضافة لنشر صور لبعض الأشخاص على المواقع الإباحية بدون علم من أصحابها، وذلك بهدف تلويث سمعتهم والتنمر عليهم في المجتمع.
التنمر المدرسي
وهو أيضاً من أشكال السخرية التي تتم في المدارس، وهو من الأشكال المرفوضة من ناحية الشكل أو المضمون، والمقصود بالتنمر المدرسي هو القيام بأفعال سلبية بشكل متعمد من واحد من الطلاب أو أكثر، وذلك عن طريق استهداف الحاق الأذى بطالب آخر بشكل متكرر، وذلك من خلال التوبيخ بالشتائم، أو بالاحتكاك الجسدي والضرب، ويمكن أن يكون من خلال استخدام تعبيرات الوجه كالتكشير في الوجه، أو الإشارة له إشارة غير لائقة، أو عزله من المجموعة وغيرها من طرق التنمر.
صفات الشخص المتنمر
يتميز الشخص المتنمر بالشخصية الاستبدادية، والمسيطرة على الآخرين، ولكن لا ينطبق ذلك على جميع الحالات، فهناك بعض الصفات المحددة للشخص المتنمر وهي كالآتي:
- لديه نقص ذاتي، فهو غالباً ما يكون شخص نرجسي، ويمكن أن يستخدم هذا الستهزاء بهدف إخفاء الذي يتعرض له من نقص بداخله.
- يتميز الشخص المتنمر بأن لديه اضطراب في الشخصية، بالإضافة لأنه شخص سريع الغضب، وعادة ما يتجه لاستخدام القوة كرد فعل منه على ما يحدث حوله.
- يتميز بالسلوك العدوان الذي يتحول لديه بشكل إدمان.
- لديه ميل لإساءة الظن بالآخرين وتفسير تصرفاتهم بشكل خاطئ.
- دائماً ما يميل لمشاهدة الأشياء العنيفة.
- يرغب في تقليد ما يشاهده من تنمر، ويرغب في تطبيقه على أرض الواقع من خلال ما يراه في عائلته، أو في مدرسته، أو في المجتمع من حوله.
- غالباَ ما يتعرض الشخص المتنمر للمعاناة من السخرية بمرحلة الطفولة، ولذلك يتجه لاستخدام هذا السلوك كطريقة للدفاع عن النفس أمام الآخرين.
التنمر في الإسلام
لم يترك ديننا الإسلامي الحنيف أي ظاهرة في المجتمع إلا وتحدث عنها، فقد أوصانا بنبذ السخرية ممن حولنا، وجاء ذلك بشكل صريح في الآيات الكريمة من القرآن في سورة الحجرات وبالتحديد في الآية 11 في قوله تعالى،{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }.
فنجد من هذه الآيات الكريمة النهي عن السخرية من أحد من القوم الذي قد يكون له قدر عظيم عند الله تعالى ممن قام بالتنمر عليه، وأـوصى تعلى بعدم اللمز لأن من يقوم بذلك مذموم وملعون عند الله تعالى، لذلك نجد أن الشريعة الإسلامية قد وقفت في وجه التنمر، وكانت أول من تحدث عنه.
كما حثنا الرسول الكريم على التواضع ونهانا عن السخرية عن غيرنا ممن هم أقل في المنصب أو في الوضع الاجتماعي، وذلك في الكثير من المواقع في السنة النبوية الشريفة ومنها: أن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أتاهُ أحد الصحابة الفقراء فقال له الرسول( أهلًا بمَن خبّرني جبريل بقدومه، فقال الصحابي: أو مثلي؟ قال: نعم يا أخي، خاملُ في الأرض علمُ في السماء).
طرق القضاء على ظاهرة التنمر
- ضرورة الاهتمام بالجانب الديني عند الأطفال وتوجيههم للسلوك الإسلامي الصحيح.
- متابعة المراهقين بشكل دوري داخل المدارس.
- عقد الندوات الثقافية داخل المدارس والمعاهد والجامعات.
- مراقبة الأبناء بشكل مستمر وخاصة عند تصفحهم لمواقع الانترنت.
- الذهاب للطبيب النفسي المتخصص للتخلص من صفة السخرية.
- وضع القوانين الصارمة لمن يقوم بالتنمر بجميع أشكاله.
- نشر التوعية في المراحل التعليمية المختلفة حول موضوع السخرية والاستهزاء بالأخرين.
خاتمة موضوع عن التنمر
لقد استعرضنا في السطور السابقة بحث متكامل وشامل عن التنمر، فقد تعرفنا على معناه وأنواعه، وأشكاله المختلفة، وما هي التأثيرات السلبية له على الأشخاص في المجتمع من حولنا، لذلك يجب عل على مؤسسات المجتمع والأسرة، وجميع المنظمات الحقوقية بوضع البرامج الخاصة بالتوعية على خطورته على المجتمع بشكل عام، ونبذ هذه الظاهرة إلى الأبد.