تاريخ

بحث حول صومعة الكتبية تاريخها وتصميمها ومعلومات أخرى

4.5
(39)

يعود تسمية صومعة الكتبية بهذا الاسم لحي الكتبيين، وهي من الآثار الباقية من الدولة الموحدية، والتي تعكس مدى الجمال العمراني في ذلك الوقت، والمتصل بالمعمار الأندلسي بعد اتساع نفوذ الدولة الإسلامية، حيث كان يُطلق على العصر الموحدي اسم العصر الذهبي.

معلومات عن صومعة الكتبية

  • بعد أن جاءت الدولة الموحدية اتخذت من مراكش عاصمة لها، وأنشأوا الكثير من المعالم التاريخية التي ما تزال باقية، ومنها صومعة الكتبية، وتم تسمية جامع الكتبية بهذا الاسم نسبة لبائعي الكتب والوراقين، الذين كانوا يعملون بجانب المسجد، وما يميز المسجد هو فناءه الداخلي، والأشجار الخضراء، والبلاط الجميل، ويغطي البناء القرميد الوردي، مع الأقواس الأندلسية في الممرات.
  • تم بناء صومعة الكتبية من الحجر الأحمر المراكشي، وهي بشكل مربع يصل ارتفاعه لنحو 67 متر، ويبلغ طول ضلعه 12.5 متر، وهو مزخرف بالأقواس الحجرية البارزة، بأشكال هندسية وخطية.
  • يوجد جامع الكتبية بجوار ساحة جامع الفنا، حيث يتم اعتبار هذه الساحة بمثابة مجمع الخلائق.
  • وتم بناء مسجد في عام 1158 ميلادية مشابه لجامع الكتبية من حيث الحجم، وبه قاعة مستطيلة للصلاة بها 17 رواق بشكل عمودي في اتجاه القبلة، بها أعمدة وتيجان فريدة من نوعها مشابهة للموجودة بجامع القرويين في فاس، حيث يمثل الرواق بالقبب الخمس تصميم مميز للعمارة الدينية الموحدية، التي كان لها تأثير عظيم في الغرب الإسلامي.
  • تصل مساحة مسجد الكتبية لنحو 5300 متر مربع، وبه سبعة عشر جناح، وإحدى عشر قبة مزينة بالنقوش، حيث تم صنع القرارات العظيمة الخاصة بالدولة الموحدية من هذا المكان.
  • وقد أصبح الإفريز الخزفي للمسجد المطلي باللون الفيروزي، والمئذنة رمز للمدينة.
  • تم تزويد منبر الكتبية بنظام آلي للحركة، وهو من الفنون الرائعة للنجارة الإسلامية.
  • تم صنع المنبر في مدينة قرطبة في بدايات القرن 12 الميلادي، بطلب من الأمير يوسف بن تاشفين، حيث تم إعداد للجامع الذي بناه في مراكش.
  • تم نقل المنبر إلى الكتبية في دعام 1150 ميلادية، وأكمل الملك المنصور بناء صومعة الكتبية في عام 1158 الميلادي، وتم تشييد صومعة الخيرالدا في نفس الوقت في إشبيلية، وصومعة حسان في الرباط.

التصميم المعماري لصومعة الكتبية

توجد صومعة الكتبية بالجزء الجنوبي الشرقي من الجامع، وهي ذات تصميم مربع يعلوه قبة مضلعة، ويوجد بها بعض الشرفات، وتتكون من 6 من الغرف المتشابهة فوق بعضها البعض، ويحيط بها ممر مائل مغطى بالقباب النصف اسطوانية، وهناك بعض القباب التي لها حافة حادة، وتم أخذ هذا التصميم من نموذج برج المنار بقلعة بني حماد في الجزائر، المبني في بداية القرن 11 الميلادي.

تم بناء الصومعة من الحجر الرملي من مراكش، وتم استخدام الأحجار الصغيرة في الأجزاء العلوية من الصومعة لتخفيف الثقل، وكانت مغطاة بالطلاء الكلسي، وتم تزيين الجدران بالخطوط التي ما زالت باقية.

 الفن الجمالي والزخرفي في صومعة الكتبية

يوجد خمسة من مستويات الزخارف بالصومعة، حيث توجد على كل واجهة منهم أشرطة مسطحة، عبارة عن عقود بشكل دائري متعددة الفصوص، ويوجد بين الزخارف رسوم باللون الأحمر، عبارة عن زخارف هندسية، ونباتية، وكتابية، على شكل زهور، وصنوبر، وبعض العبارات بالخط الكوفي، ويوجد بالأجزاء العلوية من الصومعة تربيعات زخرفية، وأشكال هندسية باللون الأبيض، والأخضر المائل للزرقة، لذلك ففهي متميزة عن باقي أجزاء الصومعة.

تم الاهتمام بشكل كبير بزخرفة واجهات الصومعة، ويتمثل ذلك في الجنبات الصماء، وهي مماثلة لعمارة بني حماد، ووجود الزخرفة بشكل تجويفات عمودية، كالتي تميز صومعة قلعة بني حماد، وبرغم وجود القباب بداخل الصومعة، ولكن يمكننا أن نتبين الفن المعماري المتقن الذي يذكرنا بقباب جامع باب المردوم في ُطليطلة، الشاهد على الروابط القوية بين الفن المعماري الأندلسي، والفن المغربي.

Print Friendly, PDF & Email

يسعدنا أن نعرف تقييمك للمقال

اضغط على نجمة لتقييم المقال

النتيجة

كن أول من يقيم المقال

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق