تتميز مدينة فاس بموقعها الفريد بشمال المغرب، حيث تقع في وادي فاس القريب من نهر سبو، وقد كان لوجود هذا النهر أثر كبير على مدينة فاس التي عاصرت الكثير من الحضارات، والممالك القديمة، وذلك بسبب موقعها الذي أدى لتعاقب الحضارات عليها، ووجود المزارع والبساتين بها، وسوف نتحدث بمزيد من التفصيل عن هذه المدينة العريقة من خلال هذا البحث عن مدينة فاس.
المعالم التاريخية في مدينة فاس
يوجد العديد من المعالم التاريخية التي تميز مدينة فاس، والتي تعكس أهميتها التاريخية ومنها ما يلي:
جامع القرويين
يعتبر جامع القرويين من أهم معالم مدينة فاس بالمغرب، وتنبع أهمية الجامع من أنه ثاني أكبر الجوامع في مملكة المغرب، كما توجد بها أقدم مكتبة في العالم، ويتصل الجامع بجامعة القرويين العريقة التي يعود تاريخها لمنتصف القرن التاسع من الميلاد.
المدرسة البوعنانية
وهي من أهم المعالم الحضارية في مدينة فاس، لأنها تعود لحقبة تاريخية مهمة، وهي فترة حكم المرينيين، حيث توجد بهذه المدرسة مظاهر للهندسة المعمارية التي تعود لهذه الحقبة، ويوجد في فناء المدرسة الكثير من الأعمال الخشبية الفنية، والبلاط الرخامي الباهظ الثمن.
متحف البطحاء
ويوجد في مدينة فاس القديمة، وهو قصر قديم تم تحويله في العام 1915 لمتحف، وأهم ما فيه هو حديقته التي تم بنائها على الطراز الأندلسي القديم، ويوجد به عدد من التحف، والأعمال الفنية القديمة، والنافورة المائية، والفسيفساء.
السياحة في مدينة فاس
تتميز مدينة فاس بالأهمية الكبيرة في مجال السياحة، فهي منطقة جذب للكثير من السائحين من مختلف بلاد العالم، بسبب معالمها الأثرية الهامة، ولكن ما يواجه السائح عند قدومه لمدينة فاس، هو عدم تطوير البنية التحتية، لذلك يجب التخطيط بشكل جيد عند الرغبة في زيارة هذه المدينة العريقة، ومن الأمور التي تشجع على الوصول للمعالم الموجودة بمدينة فاس هو وجود مطار سايس، الذي يُسهل الوصول للمدينة جواً، كما توجد خطوط السكك الحديدية التي تصل بين المدن المغربية.
مقومات السياحة في مدينة فاس
يوجد الكثير من المقومات السياحية التي جعلت من مدينة فاس من أهم المدن على الخريطة السياحية للمغرب، ومنها المعالم التاريخية، والدينية، والحضارية، ومن أهم مقومات السياحة بمدينة فاس ما يلي:
الحرف التقليدية
وهي التي تستحوذ على اهتمام السائح عند زيارته لمدينة فاس، وهي من الحرف التي توارثتها الأجيال، ومن أهمها دباغة الجلود، حيث يوجد الكثير من المدابغ التي تشتهر بها مدينة فاس لصناعة المنتجات الجلدية التي يقوم السائحون بشرائها، وأخذها معهم كهدايا.
الأسواق القديمة
تنتشر بمدينة فاس مجموعة من الأسواق القديمة في الشوارع والأزقة، التي يحرص على زيارتها السكان المحليون، كما تنظم بعض الشركات رحلات للسائحين لزيارة هذه الأسواق، التي تُلبي رغبات السياح، حيث يجدون جميع مطالبهم بها، حيث تتميز بصناعة الأواني النحاسية وبأجود أنواع التوابل.
المباني القديمة
وهذا ما يشاهده السائح عند زيارته لمدين فاس، حيث توجد الكثير من المباني القديمة على الطراز المعماري المغربي القديم، من حيث انتشار الفسيفساء على المداخل والشرفات، ووجود الأسوار القديمة، ويوجد بها الأعمال المصنوعة من الحديد التي تكشف عند مدى براعة الفنان المغربي في فن التشكيل بالحديد، حيث يمكن أخذ الصور التذكارية، وخوض تجربة لا تُنسى عند زيارة هذه الأماكن.
تعاقب الحضارات على مدينة فاس
وهذا ما نراه عند النظر لهذه المدينة القديمة، فقد قامت عليها الامبراطورية عن طريق إدريس الأول بالضفة الشرقية، وإدريس الثاني في الضفة الغربية، وبعد ذلك أصبحت دولة إسلامية كبرى في القرن 11 الميلادي، وكانت مركز للتجارة والعلوم في القرن 14، وبعدها الوجود الفرنسي، وتعدد الثقافات بها، مما جعلها ملتقى الحضارات العريقة التي يندر وجودها في مدينة واحدة، كما نرى في مدينة فاس التي تجتمع بها العديد من الحضارات، ولعل أهم الآثار التاريخية الدالة على ذلك قبر إدريس الثاني بمدينة فاس.