طرفة بن العبد حياته وشعره

هو طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن بكر بن وائل الشاعر المشهور عاش بالفترة (539 م- /565 م)، وطرفة لقبه الذي عرف به،  واسمه عمرو، ويُعتبر من المصادر خصب لعشاق الأدب العربي والباحثين في علوم الصحراء والبداوة وتاريخ العرب يزوّدهم بالمعلومات التي يحتاجونها، حيث أنه كان يحظى بخيال مبدع.

نشأته وحياته

لقد عاش الشاعر يتيماً ، ونشأ بمعرفة خاله المتلمس ، فرفض أعمامه أن يعطوه ما له من مال،  وحرم من إرث والده، فاندفع وراء أهوائه ينفق المال ويعاشر النساء، ويتجول في البلاد فأحياناً يغزوها وأحياناً أخرى يأوي إلى مغاور الجبال، حتى اذا ضاقت نفسه ونبذ قبيلته فاضت مخيلته بشعر فيه سخط على الأقرباء وغيرهم، وخاصة على ابن عمه الذي ادعى أن طرفة استولى على جمال أخيه معبد وهو الذي استهان بالموت وعاش من أجل الملذات.

مكانته في الشعر

يعد طرفة من الطبقة العليا بين الشعراء، ويقال :هو أبلغ الشعراء من بعد امرىء القيس،  ومرتبته ثاني مرتبة ولهذا تم الإثناء على معلقته، وقد أجمعت المصادر على أنه أصغر الشعراء سناً، كان يعيش في بيئة كلها شعر، فـالمرقش الأكبر عم والده ، والمرقش الأصغر عمه، والمتلمس خاله، وأخته الخرنق شاعرة أيضاً، رثته حين وفاته.

شعر طرفة بن العبد

شعر طرفة قليل لأنه مات صغيراً ولكنه حافل بالأحداث، ويعكس أفكاره عن الحياة وبالموت، وتظهر الانغماس في الملذات والدعوة لنيل القسط الكافي من الحياة قبل الموت.

وقد ترك لنا طرفة ديواناً من الشعر أشهر ما فيه معلقته الشهيرة

ويحتوي الديوان على 657 بيتاً ، أما المعلقة فيبلغ عدد أبياتها (104) بيتاً وتم سطرها على البحر الطويل، و موضوعاتها هي:

1 – الغزل (الوقوف على الأطلال ووصف خولة).

2 – وصف الناقة.

3 – التعريف نفسه ومعاتبة ابن عمه.

4 – تذكر الموت، ووصيته لابنة أخيه أن تندبه.

نماذج من شعر طرفة بن العبد

مثل ما جاء في هجاء عمرو بن هند حيث قال:

وألقَيتُهَا بالثَّنِي مِن جَنبِ كافرٍ     كَـذلِـكَ ألـقـي كُـلَّ رَأي مُـضَلَّلِ

رَضـيتُ لهَا بالمَاءِ لمّا رَأيتُهَا     يَجُولُ بهَا التيَّارُ في كلِّ جَدوَل

وجاء أيضاً:

مَـن مُـبـلغُ الشُّعرَاءِ عَن أخوَيهمُ    نــبَــأ فـتَـصـدقـهـم بـذاكَ الأنـفُـسُ

أودى الذي عَلِقَ الصَّحيفَة منهُما    ونَـجَـا حِـذارَ حَـيَـاتِـهِ الـمـتـلـمِّسُ

ألــقَــى صَــحِـفَـتَـهُ وَنَـجَّـت كُـورَهُ   وَجـنَـا مُـحَـمَّـرَةُ المَنَاسِمِ عِرمِسُ

عَـيـرَانَـةٌ طَـبَـخَ الـهَـواجِرُ لَحمَها    فَــكَــأنَّ نُــقــبَــتَــهـا أدِيـمٌ أمـلَـسُ

ومن آثاره

ديوان شعر أشهر ما فيه المعلقة وفي المعلقة ثلاثة أقسام كبرى:

1- القسم الغزلي من (1 ـ 10).

2- القسم الوصفي (11 ـ 44).

3- القسم الإخباري (45 ـ 99).

وفاته

وكان مقتل طرفة في عام 60هـ –  564 م حيث سقط الشاعر ضحية لخلاف شخصي مع الملك، وإذا صحت الرواية حول موته حيث أنه حمل الكتاب الذي يحوي أوامر بقتله، فإن هذا وإن دل على شيء يدل على مدى عزة نفسه وثقته الشديدة بها والتي كان طرفة يتمتع بها، وإن كانت في آخر الأمر، سبب مقتله حيث ذهب طرفة بن العبد إلى الملك  عمرو بن هند، وقد كان طرفة وقتها في ريعان شبابه وكان معجبًا بنفسه كثيرًا، وكان الملك عمرو قد حاول قتله عدة مرات من قبل بسبب قصائد الهجاء التي كتبها فيه طرفة، وعندما ذهب إليه طرفة كان في تحدي مع نفسه ليثبت أنه الأقوى، وقال له إذا كان لابد من قتلي فاسقني الخمر قبلها، وبالفعل فقد شرب الخمر، وبعد ذلك قتله عن عُمر يُناهز الـ 26 عامًا، مما جعل الشعراء يُطلقون عليه اسم الصبي القتيل.

Web Media
Web Media
تعليقات