تربية وتعليم
بحث حول التعاون
فهرس البحث
تعريف التعاون
التعاون هو المساعدة بين الأفراد وأن يساعد إحداهما الآخر، وذلك بأن ييسر الفرد شيئًا ما للآخر أو يعينه عليه، وقد يكون ذلك في الخير أو الشر، ففي القرآن الكريم يقول الله عز وجل: “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”، ومعنى ذلك أن التعاون قد يكون في الشر وليس الخير فقط، ولكن الله ينهانا عن التعاون على الإثم والمعاصي.
مقدمة
لا يمكن للإنسان أن يعيش وحده وإلا لماذا خلقنا الله في مجتمعات متنوعة وجعلنا شعوبًا وقبائلًا لنتعارف ولنمد ايدينا إلى بعضنا البعض ولنتشارك تلك الحياة ويحتاج كل منا إلى الآخر لتبنى بين المجتمع أواصر الوحدة وهي أهم قواعد نجاح المجتمع وتقدمه.
أهمية التعاون
هو إحدى الخصال الرائعة التي يجب للإنسان أن يتحلى بها، فبالتعاون تذوب كل مشاعر الغيرة والحقد بين الأفراد، وتتعمق مشاعر الحب والمودة بينهم، التعاون يجعل لكل فرد دور وواجب تجاه المجتمع، ويجعل الأشخاص يحتاجون إلى غيرهم، ومن هنا تأتي أهمية المهندس والطبيب والمعلم والعامل والخباز والمزارع وغيرهم.
يساعد التعاون على إنجاز الأعمال الكبيرة بشكل أسرع، فعندما يقوم فرد واحد بإتمام عمل ما سيستغرق وقتًا طويلًا جدًا، أما عند تقسيم العمل على عدد من الأفراد ليتعاونوا معًا في إنجازه فسيستغرق وقتًا أقل وسيتطلعون حتمًا إلى عمل آخر ونجاح آخر.
التعاون بين الأفرد يخلق العديد من مصادر الرزق بالمجتمع، فعند بناء المستشفى التي يشترك بها المهندس والمشرف والعامل والبناء وحامل مواد البناء والسباك والموظف وغيرهم حتى يأتي دور الطبيب والممرض والمحاسب وعامل النظافة، فلولا التعاون بين أفراد المجتمع الواحد لما إستطاع الإنسان أن يكسب لقمة عيشه وأن يحيا حياة كريمة.
يزيد التعاون من قوة العلاقات الإجتماعية فالزوج والزوجة عندما يتعاونان معًا في أمور حياتهم فستقوى علاقتهم وتزيد بينهم مشاعر الحب والمودة، وكذلك عندما يتعاون الأبناء مع آبائهم في شؤون الأسرة فإن ذلك سيجعلهم أكثر تماسكًا وقوة، وقياسًا على ذلك جميع العلاقات الإجتماعية ودوائر المعارف كالجيران والأصدقاء وزملاء العمل.
التعاون في الإسلام
يقول الله تعالى “والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر”، ويقول الرسول “صلى الله عليه وسلم”: “انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، فقال أحد الصحابة يا رسول الله أنصره إذا كان مظلومًا، فكيف أنصره إذا كان ظالمًا؟ قال الرسول تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره.
ونرى في ذلك مكانة التعاون في الإسلام إذ لا يخلو القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة عن الحث على التعاون بين المسلمين، ففي الآية السابقة يقول الله أن المؤمنين أولياء بعض أي أنهم سند ومرجع لبعضهم البعض، لا ينبغي أن يعيشون بمفردهم بل أنهم دائمًا ما يحثون بعضهم البعض على المعروف وينهون بعضهم عن المنكر، وكذلك يعلمنا الرسول في الحديث الشريف أن المسلمون إخوة فإن إنظلم أحدهم ينبغي عليهم نصرته، وإذا كان ظالمًا ينبغي عليهم نصرته أيضًا بمنعه عن التمادي في هذا الظلم، وكل ذلك من صور التعاون في الإسلام.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى”، فالرحمة والود والعطف بين المؤمنين هي صفات تنشىء نتيجة المساعدة والمشاركة فيما بينهم، ويشبه لنا الرسول ذلك بأجمل التشبيهات فيعبر عن المجتمع بالجسد الواحد، فكيف لأحد أعضائه أن يغفو وينام وغيره يتألم ويأن!، يعلمنا الرسول كيف أن التعاون يجعلنا أمة واحدة متعاونة ومتآلفة يفكر كل فرد فيها في غيره قبل أن يفكر بنفسه، تُرى كيف ستكون مجتمعاتنا إن حذت ذلك الحذو وكم ستزول عنا مشاعر الحقد والأنانية والغيرة إذا فكرنا بروح الجسد الواحد كما حثنا الرسول وتخلينا قليلًا عن الأنانية وحب التملك.