أدبشخصيات

محمد مهدي الجواهري حياته وشعره

0
(0)

ولد الجواهري في بداية القرن العشرين وذلك بعام 1903م بمدينة النجف الاشرف ورحل في آخره، بدأ بالشعر وهو في سن مبكرة، قيل عنه الكثير بدءاً من نابغة الشعر العربي، وانتهاء بألقاب وأوسمة أدبية من النادر أن يحصل  عليها شاعر عربي.

حياته ونشأته الشعرية

من المعروف أن والده ابتدأ حياته شاعراً و انتهى فقيهاً، فلقد كان سعى كل سعيه ليصنع من أبنه محمد مهدي رجلاً مثله، ومن أجل هذا كان الأب يضغط على الابن في حضور الدروس ويوصي أساتذته بالتعامل معه على هذا الأساس.

أما الجواهري فقد كان لا يطيق ذلك ويرى في نفسه شيء آخر، وهي تلك الدوافع الشعرية الكامنة في نفسه، وهي التي حددت شخصيته.

بدأ في تنظيم الشرفي مرحلة المراهقة فكانت أبيات شعره تُعد على أصابع اليد حتى عام 1920م حينما نظم قصيدته الأولى في الثورة العراقية ونشرتها جريدة العراق و مطلعها:

لعلَّ الذي ولَّى مِنَ الدهر راجع               فلا عيشَ إن لم تبقَ الا المطامعُ

بدأ الجواهري بنشر قصائده في الصحف المختلفة، مثل وجريدة العراق وجريدة الاستقلال، وجريدة الرافدين، وغيرها من المطبوعات في بغداد وخارجها.

مدرسته الشعرية

إن الأغلبية تعتقد بأن له مدرسة شعرية خاصة لا يمكن قياسها بالمدارس المعهودة، أو من الصعب جداً ابداء وجهة النظر والحكم بانتمائه الى المدرسة الفلانية، هذا فضلاً عن أنه قد قيل الكثير حول تحديد الاتجاه الشعري لديه، فكلها كانت تصب في اتجاه واحد وهو أن مدرسته مدرسة متميزة تكاد تكون فريدة في الأسلوب والمضمون

يعتبر الجواهري آخر شعراء المدرسة البارودية والتقليدية، ظل وفياً لتراث الشعر العربي، وشكل القصيدة العربية، فهو كان آخر الشعراء الكبار الذين كتبوا قصيدة بشكلها الكلاسيكي.

العوامل المؤثرة في إنتاجه الأدبي والثقافي

1- البيئة

و بيئته، يعني البيئة الخاصة، والبيئة العامة، فالبيئة الخاصة ترجع الى بيئة الأسرة الثقافية، وكما أشرنا سابقاً فقد نشأ في أحضان عائلة تتصف بالعلم والأدب، وتقول الشعر فالأب عالم وشاعر، والأخ الأكبر شاعر متجدد أيضاً، وهكذا الأجداد والأقرباء ، وأما البعد الاجتماعي لبيئته الخاصة فهو ليس بأقل من البعد الثقافي والديني تأثيراً، فعائلته من العائلات الشهيرة ومن سلالة الفقهاء والعلماء.

2-الكتب

فتح عينية وهو يرى أمام نظره كتب ومكتبات، في البيت، وفي الشارع ، وفي النوادي الثقافية، ولما كان منذ صباه يميل فطرياً الى القراءة والمطالعة، كان طبيعياً جداً أن يكون الكتاب صاحبه الوفي الذي لا يغادره في أي وقت.

3-قوة الذاكرة

فالمعروف أن الجواهري حاله خاصة فهو من الذين نبغوا بسبب حدة ذاكرتهم وحرارة ذكائهم و الجواهري قال (ما سمعت شيئاً الا حفظته وما حفظت شيئاً ونسيته فقد كتب كل أعماله في كتاب واحد من خلال تدوينه لمذكراته، حيث لم يعتمد في تأليف كتابه بعنوان ذكرياتي واعتمد فيه على ذاكرته القوية.

خصائص شعر محمد مهدي الجواهري

1- العنف الثوري

يعود العنف في شعر الجواهري الى الطبيعة المزاجية العنيفة التي تمتاز بها شخصيته، والشيء الذي يلفت الانتباه اليه هو أن عنفه ليس بالعنف الذي يوحي بالخشونة والحقد، فهو عنف تتطلبه ضرورة الموقف والزمن.

2-التناقض

التناقض كان سمة من سمات حياة الجواهري، ولقد أقر بها في مواضع عديدة لم يكن لشعره أن يتخلص من ذلك التناقض، لقد تحير النقاد في أمر تناقض الجواهري، وذهبوا في ذلك مذاهب عديدة، و الجواهري نفسه كان يربطها بالأوضاع العمومية لحياته الخاصة، والى تكوينه النفسي والبيئي.

3-النفحة الشعبية والارتباط بالوطن

الجماهير كانت تتشوق الى ما يقوله عن طريق القراءة عبر الجرائد، فان أبيات شهيرة من القصيدة تنتشر وتذاع، وتصبح كالأمثال المتناقلة على لسان الجماهير ويحث بها المظاليم والمحرومين، وكذلك الحال مع أشعاره الوطنية، وهذا يدل على التصاق الشعب بشعر الجواهري الذي يعكس قضاياهم المختلفة.

بعض مؤلفاته

  • (حلبة الأدب)
  • (بين العاطفة والشعور)
  • (ديوان الجواهري)

وفاته

توفي الجواهري بإحدى مستشفيات  دمشق بصباح يوم 27 يوليو عام1997 عن عمر يناهز 98، وتمت تشييع جنازته رسمياً وشعبيًا في مشهد مهيب، وتم دفنه في مقبرة الغرباء في السيدة زينب بدمشق.

Print Friendly, PDF & Email

يسعدنا أن نعرف تقييمك للمقال

اضغط على نجمة لتقييم المقال

النتيجة

كن أول من يقيم المقال

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق