هو بشار بن برد بن يرجوخ بن أزدكرد بن يستاسب.وكان يرجوخ من طخارستان ولقبه أبو مُعاذ، وتم تلقيبه بالمرغث، وذلك لأنه كان يستخدم قرطًا مصنوع من الذهب في أحد أُذنيه، ويقال إن السبب في ذلك أن أمه قد فقدت عددًا كبيرًا من الأطفال، فوضعت له قرطًا في أُذنه لأنها تؤمن أن وضعه يطيل عمر الإنسان.
ظهر الشاعر بشار بن برد في فترة القرن الثاني من الهجرة، في العصر العباسي الأول والثاني، حيث تميز ذلك العصر بالتطور من الناحية الأدبية سواء من ناحية النثر أو الشعر، ودخل في تلك الفترة العديد من القبائل والناس تحت ألوية الدولة الإسلامية، وكان بشار من برد أبرز الشعراء في تلك الفترة، حيث استخدم عددًا من المعاني والألفاظ ذات المعاني الجديدة، وقد تم اتُهام بشار بن برد بالزندقة بسبب العلاقة التي كانت تصل بينه وبين بن عطاء وهو من أحد شيوخ المعتزلة، إلا أنه أعلن معارضته لمعتقدات طائفة المعتزلة وأنه لا يؤمن سوى بما يراه محسوس من الأشياء، وتسبب ذلك بطرده من مدينة البصرة.
نشأة بشار بن برد وحياته
كان بشار بن برد كفيفاً وكان من نسل ملوك الفُرس، وكان فخورًا بذلك الأمر، وكان والده برد بن يهمن غير معروف في الفترة التي كانت قبل وجود الإسلام، لأن برد كانت من الكنيات التي تستخدم للعبيد اللذين يعملون عند العرب، وذلك لأن والده تم أسره من قِبل بني عقيل، وتزوج عندما كان عبدًا عند بني الملهب، وقد وُلد الشاعر في عام 96 من الهجرة بمدينة البصرة العراقية، وكبُر ونشأ بهذه المدينة، وفي تلك الفترة كان والده لا زال عبداً عند بني عُقيل حتى توفي، وبعد ذلك أُعتقت المالكة بشار ، وأصبح معروفًا باسم بشار العُقيلي، وسافر الشاعر وتنقل بالعديد من المناطق، واستقر بالنهاية في مدينة بغداد التي توفي بها.
اسلوب بشار بن برد في الشعر
لقد استخدم بشار التراث الفني والأصول التقليدية وأخذ ينميه ويوازن بينه وبين سماته العقلية الخصبة التي عاش فيه حياة مادية غلب عليها حياة المجون ، وقد حاول التجديد في شكل القصيدة ، فنظم الرباعيات وغيرها كالمزدوج والمسمطات ، ولكنه احتفظ بالأساليب الفريدة والرصينة للغة، وكانت أساليبه لا ينتابها الضعف أو الوهن ، لأنه كان فطيناً بأساليب اللغة وما يتصل بهذه الأسرار من الجمال والرقة وعذوبة الألفاظ.
قصائد بشار بن برد الشعرية
نظم بشار أكثر من 12 ألف قصيدة شعرية ولكن لم يصلنا منها سوي عدد قليل فقط، وقيل أن الرقابة التي كانت تفرضها الدولة في عصر بشار بن برد قد ادت الي حذف العديد من الاشعار التي نظمها بعد مقتله، وتجدر الاشارة الي ان بشار كان مُغرماً بالجلوس في الصالونات العصرية وحضورها وكانت النساء تحضر هذه المجالس رغبة في الاستماع الي شعره وغزله، وقد كان يستغل شعره ليكسب الكثير من المال لينفقه علي ملذاته ورغباته ولكنه لم يحقق الكثير من هذا، وكان يهجو بسرعة من يمنع عنه العطاء .
ومن شعره:
لم يطل ليلي ولكن لم انم ونفى عني الكرى طيف الم
واذا قلت لها جودي لنا خرجت بالصمت عن لا ونعم
وقال أيضا:
إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن بعزم نصيح أو مشورة حازم
ولا تحسب الشورى عليك غضاضة فإن الخوافي قوة للقوادم
وفاة بشار بن برد
من الشائع أن بشار بن برد تم قتله بسبب أنه زنديق، ولكن الحقيقة غير ذلك فهو ضحية للسانه السليط، حيث أنه قام بحث النساء على العشق فاتهمه الخليفة المهدي أنه يُحرض على الفجور وأمر بجلده سبعون جدة لأنه كان يشرب الخمر أثناء الصلاة، وكان يتألم عند نزول السوط عليه فيقول حس حس، فقال له الخليفة ألا تسمي الله، فرد عليه أهو مأكل حتى اسمي الله، فقال له الخليفة ألا تحمد الله، فرد عليه أحمد الله على ماذا، فأمر الخليفة بجلده حتى الموت.