فهرس البحث
ابن بطوطة هو أشهر الرحالة المسلمين، ولد بمدينة طنجة عام 1304 م، في أسرة دينية تعمل بالقضاء، وقد كان أبوه فقيهًا بالدين، وهو من الرحالة الذين جابوا البلاد وقاموا بالرحلات إلى العديد من البقاع، لكن رحلات ابن بطوطة تميزت عن غيرها بالإثارة والتشويق، حيث تمتلىء رحلاته بالحياة وتتسم أحداثها بالمغامرة والتفرد، حتى عرف بـ أمير الرحالة.
نشأ ابن بطوطة نشأة دينية فكان حافظًا للقرآن، وملمًا ببعض علوم الدين واللغة والأدب، وكان مؤرخًا يؤرخ الأحداث، وقاضيًا شرعيًا، ولكن حب السفر والترحال قد تمكن من قلبه حين قام بالذهاب إلى الحج وهو في بداية العشرينات من عمره، وبدأت منذ ذلك الوقت رحلة ابن بطوطة في السفر إلى جميع أرجاء العالم الإسلامي.
إستمرت رحلات ابن بطوطة لمدة 28 عامًا، حتى قام بجمعها كلها بمساعدة كاتبه محمد بن جزي الكلبي والذي عاونه في تدوين الرحلات وتنظيمها وتنسيقها، وقام بتسميتها “تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار”، ويعد هذا الكتاب هو السيرة الذاتية لإبن بطوطة، وقد تمت ترجمتها إلى العديد من اللغات وأهمها اللغة الإنجليزية والفرنسية، والألمانية.
لماذا سمي ابن بطوطة ؟
إسمه الحقيقي هو محمد بن عبد الله بن محمد اللواتي الطنجي، ويرجع البعض هذا الإسم إلى والدته فاطمة، والتي أطلق عليها “بطة”، ومع الوقت تحولت إلى “بطوطة”، فأطلق عليه إبن بطوطة، أما البعض فيرى أن إسم بطوطة هو أحد الألقاب بإسمه الكامل، أي أنه يأتي بعد لقب جده الثالث.
رحلات إبن بطوطة بإختصار
الرحلة الأولى؛ وكانت قد إستمرت لمدة 24 عام، وفيها طاف ابن خلدون بمعظم البقاع العربية، حيث ابتدء رحلته من مراكش ومرورًا بدول المغرب العربي حيث الجزائر وتونس والأراضي الليبية وطرابلس، وصولًا إلى مصر، ثم إلى بلاد الشام، ثم استقر بالجزيرة العربية وتحديدًا بالحجاز، وكان يقوم بالحج بمكة ثم يستكمل رحلته، فذهب بعدها إلى العراق، ثم تركيا وبلاد الأناضول، ووصل إلى إيران، ولم يستقر بعد، فعاد مكة للحج مرة أخرى، ثم واصل مسيرته بالسفر إلى بلاد اليمن وعمان والبحرين.
في رحلته الثانية إستكمل ابن بطوطة رحلته الطويلة فقام بالتوغل ببلاد آسيا حيث سمرقند والهند وأفغانستان، وتركستان، وبلاد ما وراء النهر، وجزر المالديف، والصين، وبلاد التتار، وإندونيسيا، وفيتنام، والفلبين، وكان يرجع للحج مرة بعد مرة ثم يستكمل السفر، حتى حج 4 مرات بداية من إنطلاقه من مراكش وحتى إنتهاء رحلته، وقام بعدها بالعودة إلى مدينة فاس، ومر في طريقه بمصر وتونس وبلاد المغرب العربي، وأقام لفترة قليلة ثم واصل رحلته إلى بلاد الأندلس وغرناطة.
أما الرحلة الثالثة؛ فقام فيها ابن بطوطة بالسفر إلى السودان والصومال ومالي وتمبكتو، وبعض بلاد إفريقيا ومنها مقديشو وبلاد بالقرن الإفريقي، وإستغرقت تلك الرحلة سنتين فقط.
معلومات عن ابن بطوطة
تميز الرحالة العربي إبن بطوطة بصدقه في نقل الثقافات وعادات البلاد التي مر عليها، ذلك إلى جانب الأسلوب المشوق والأحداث الغريبة التي نقلها إلينا، وقد كان يتقرب إلى ملوك الدول التي يحل بها فكانوا يغدقون عليه بالهبات والأموال والتي كانت تساعده في الإنفاق على رحلاته الطويلة.
وفي خلال رحلة إبن بطوطة والتي قطع فيها 140 ألف كم؛ إستطاع أن يتعلم اللغة الفارسية واللغة التركية، وقد مر إبن بطوطة بصعوبات بالغة بالبر والبحر، وتعرض لعمليات النصب والقرصنة، وواجه الموت في العديد من المرات، والعجيب أنه بالرغم من ذلك كان ينقل كل ما يراه من تقاليد البلاد التي يزورها بكل دقة وأمانة، ولا يغفل صغيرة أو كبيرة إلا ويقوم بذكرها.
مر ابن بطوطة بصعوبات جمة خلال سنوات رحلاته الطويلة، ولكنه كان يتصف ببعض السمات التي ساعدته على التغلب على مشقات السفر، فقد كان ابن بطوطة ذو بنيان جسدي قوي، وقد كان يتناول كافة الأطعمة دون إعتراض ماعدا ما حرمه الله عز وجل، وكان علمه ببعض فنون العلاج البسيطة كالعلاج بالأعشاب يساعده في علاج بعض الأعراض التي كانت تصيبه خلال السفر كالحمى والدوار.
وفاة إبن بطوطة
توفى ابن بطوطة في عام 1378 م بمدينة طنجة، وتم بناء ضريح له يقع الآن بالقرب من سوق طنجة.