تأبط شرا حياته وقصة لقبه وشعره

تأبط شرا  هو ثابت بن جابر شاعر من صعاليك العصر الجاهلي، عاش حياته متنقلاً في الصحاري والجبال وأخرج لنا شعراً تفوح منه رائحة البادية والصحراء فكان شعراً جميلاً وفياضاً بألفاظه العذبة المستوحاة من الطبيعة.

حياته ونشأته

مات أبوه وهو صغير، فتزوجت أمه بأبي كبير الهذلي، وكان صعلوكاً كبيراً، فـأصبح مثله، وربما كان لسواده وأنه ابن أمة أثر في جعله صعلوكاً، وكان يرافق صعلوكاً آخر في غزواته، وهو الشنفرى ، خاله من حيث النسب.

عاش تأبط شرا في بادية الحجاز بديار قبيلة بني فهم، وكان خارق القوة، إذا اتكأ على بعير أسقطه، وإن ركب على ظهر فرس أجهضها، وكان يشتهر بسرعة العدو، ويتم وصفه بأنه أسرع من الجياد الجامحة، وكان هو وباقي الصعاليك يهجمون على القبائل بأرجلهم أو على ظهر الخيل، وكانت معظم إغارته على بني صاهلة من قبيلة هذيل وبني نفاثة من قبيلة كنانة.

سبب تسميته تأبط شرا

قالت له أمه يأتيني إخوتك بالعديد من الأشياء فبماذا سوف تأتي فقال لها سآتيك الليلة بشيء، ومشي فصاد أفاعي كثيرة من أكبر ما استطاع، فوضعهم بجراب متأبطا له فقذفه بين يديها، فتفاجئت بما وجدت بالجراب، فقال لها نساء الحي: بماذا أتاك به ثابت؟ فقالت: أتاني بأفاع في جراب فقالوا وكيف حملها؟ فقالت لهم: تأبطها. قالوا لقد تأبط شراً فمن هنا جاء هذا اللقب.

خيال تأبط شرا

لقد جاء في كتب التاريخ أنه له الكثير من الحكايات الخرافية مع الجان والغيلان، إلا أن الذين وصفوه، يرون أنه هو الغول بنفسه، فضفيرتاه تشبهان قرني الشيطان، وله عينان حمراوا تان كالدم، ونظرتهما كريهة تُعطي إنذار اليهما بالموت، وفمه مثل فوهة البئر، وأنفه مثل رأس البعير فمن هذه الأوصاف نستنتج أنه كان قبيح وبالرغم من ذلك فهو كان معشوق للنساء ويظهر ذلك في أشعاره.

يا عيد يالك من هم وإيراق                 ومر طيف على الأهوال طراق

يمشي على الأين والحيات محتفيا         نفسي فداؤك من سار على ساق

ولا أقول إذا ما خلة صرمت               يا ويح نفسي من شوق وإشفاق

لكنما عولي إن كنت ذا عول               على بصير بكسب الحمد سباق

سباق غايات مجد في عشيرته             مرجع الصوت هدا بين أرفاق

قصة تأبط شرا مع الغول

يحكي أنه لقي الغول في إحدى غزواته عند مكان يُسمى (رحى بطان وقامت الغول بالتحرش به، فتصارع معها وضربها بسيفه ضربة ، ولكنها لم تمت في الحال، فقام بضربها مرة أخرى وضغط بسيفه عليها حتى تأكد من موتها،  ثم ظل كذلك حتى الصباح. ولكن خياله كان ضعيفاً ، حيث أنه لم يقم بوصفها إلا ببعض الصفات يصفها البسيطة، فرأسها قبيحة مثل رأس الهر، ولسانها مشقوق كالأفعى ، وجلد رأسها كجلد الكلب،  وملابسها  مثل العباءة من الصوف القديم ، وفيما يلي بغض من شعره عن الغول:

أَلاَ مَـنْ مُبْلِـغٌ فِـتْـيَـانَ فَهْـمٍ            بِمَا لاَقَيْـتُ عِنْـدَ رَحَـى بِطَـانِ

بِأَنِّي قَـدْ لَقِيـتُ الغُـولَ تَهْـوِ           بِشُهْبٍ كَالصَّحِيفَـةِ صَحْصَحَـانِ

فَقُلْتُ لَهَـا: كِلاَنـا نِضْـوُ أَيْـنٍ        أَخُو سَفَـرٍ فَخَلِّـي لِـي مَكَانِـي

شعره

حياة تأبط شرا المليئة بالمغامرات والتشرد ربما لعبت دوراً في ضياع أغلب أشعاره، لكن القليل الذي رصدته وقد أورد ابن منظور في لسان العرب واحداً وستين شاهداً من شعر تأبط شراً، وهي خمسون مادة من مواد اللسان ولقد كان شعره  أكثر تناقلا على الألسنة.

وفاة تأبط شرا

توفي نحو 530 م رمياً بالسهم، فقد رماه غلام بالسهم عندما قتل أباه وأمه في غارة من غاراته على القبائل ولكنه قام بقتل الغلام قبل أن يموت وسط أصحابه.

Web Media
Web Media
تعليقات