أدب
قصيدة عن الوطن لأكبر الشعراء العرب
فهرس البحث
من منا لا يعرف مقولة “حب الأوطان من الإيمان”؟ قد لا تكون هذه القولة أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن صدقها لا يمكن لأحد مجادلته. وكل واحد منا يعبر عن حبه لوطنه بطريقته فمنا من يهبه حياته دفاعا عنه في أرض المعركة إذا استلزم الأمر ذلك ومنا من يتفانى في عمله حتى يكون وطنه في رقي ورخاء اقتصادي واجتماعي، وهناك الشعراء الذين بحسهم المرهف وقدرتهم على نظم القصائد يكتبون أعذب الأشعار في حب الأوطان فيتغنى الجميع بأشعارهم لما تعبر عنه من أحاسيس صادقة تجاه الوطن.
وفيما يلي سوف نعرض إثنى عشر قصيدة عن الوطن كتبها رواد الشعد العربي.
قصيدة كلمات .. للوطن
الشاعر الفلسطيني توفيق زاد
مثلما كنت ستبقى يا وطن
حاضراً في ورق الدّفلى ،
وعطر الياسمين
حاضراً في التين ، والزيتون ،
في طور سنين
حاضراً في البرق ، والرعد ،
وأقواس قزح
في ارتعاشات الفرح
حاضراً في الشفق الدامي ،
وفي ضوء القمر
في تصاوير الأماسي ،
وفي النسمة .. في عصف الرّياح
في الندى والساقية
والجبال الشمّ والوديان ،والأنهر
في تهليلة أمّ ..
وابتهالات ضحيّة ،
في دمى الأطفال ، والأطفال ..
في صحوة فجرٍ
فوق غاب السنديان
في الصّبا ، والولدنه
وتثنى السوسنه
في لغات الناس والطير ،
وفي كل كتاب
في المواويل التي
تصل الأرض
بأطراف السحاب
في أغاني المخلصين
وشفاه الضارعين
ودموع الفقراء البائسين
في القلوب الخضر ،
والأضلع ،
في كل العيون
مثلما كنت – ستبقى
يا وطن
حاضراً ..
كلّ زمانٍ ..
كلّ حين .
مثلما كنت ستبقى يا وطن
حاضراً في كل جرحٍ
وشظيّة
في صدور الثائرين الصامدين
حاضراً في صور القتلى
وعزم الشهداء
في تباشير الصباح
وأناشيد الكفاح
حاضراً في كل ميدانٍ وساح
والغد الطالع ..
من ..
نزف …
الجراح
نحن أصحابك بابشر يا وطن
نحن عشاقك فابشر يا وطن
ننحت الصخر ونبني ونعمّر
ونلوك القيد حتى نتحرر
نجمع الأزهار والحلوى
ونمشي في اللهيب
نبذل الغالي ليبقى
رأسك المرفوع .. مرفوعاً
على مرِّ الزمن
نحن أصحابك ..
عشاقك ..
فابشر ،
يا وطن .. !!
قصيدة عاش الوطن
الشاعر الفلسطيني خميس
طيورُنا ،
لا بدَّ أن تعودَ للأعشاشْ .
وشعبُنا مصممٌ ، أن يطردَ الأوباشْ .
ألفُ ” صلاحٍ ” عندنا
ألفُ ” عمادٍ ” عندنا
وكلُّنا ” عيَّاشْ ” ..
..
نموتُ كلَّ ساعةٍ ، ودمُّنا ،
يعبق في السهول والأحراشْ .
لكننا ، لا نلفتُ انتباهكم
ولا نثيرُ ، في نفوسكم ، حميّةً ،
أو نخوةً ،
أو رغبة في البحث والنقاشْ .
وكلَّما مر بنا منكم أحدْ .
يمرُّ كالخُفَّاشْ .
هل أصبحت دماؤنا رخيصةً ؟!
تباع ب ” بلاشْ ” ؟!
أم أنها تشعركم
بنشوة وبانتعاش ؟!
..
نعرفكم ، نعرفكم
لا تنهضوا من نومكم
لا تتركوا الفِراشْ ..
..
من أجل مَن يا سادتي ؟!
ستذرفون دمعةً ،
أو تُشعلونَ شمعةً ،
ونحن في حسابكم ،
بدون أي قيمةٍ ،
نموتُ ،
كالذبابِ ،
والبعوضِ ،
والفراشْ . ؟!
يا من أضعتم عمرَكم
تكوون في حطَّاتكم ،
وتضبطون هيئةَ العقالِ ،
و ” الدشداشْ ” .!
نعرفكم ، نعرفكم
لا تنهضوا من نومكم
لا تتركوا الفِراشْ ..
عمَّا قريبٍ ، تدخلون غرفة الإنعاشْ
ثم يُقالُ ماتَ : واحدٌ منافقٌ ،
وآخرٌ مقامرٌ ،
وثالثٌ حشاشْ
وهكذا ..
عاش الوطنْ .
..
والشعب عاشْ .
قصيدة يا صاحِ حبُّ الوطن
الشاعر المصري رفاعة الطهطاوي
يا صاحِ حبُّ الوطنْ *** حليةُ كل فَطِنْ
محبةُ الأوطانِ *** من شُعب الإيمانِ
في أفخر الأديان *** آية كل مؤمن
يا صاح حبُّ الوطن *** حلية كل فطن
مساقطُ الرُءوسِ *** تَلَذُّ للنفوسِ
تُذهبُ كل بُوسِ *** عنّا وكلَّ حرنَ
ومصرُ ابهى مولدِ *** لنا وأزهى محتدِ
ومربعٍ ومعهدِ *** للروح أو للبدنْ
شُدتْ لها العزائمُ *** نِيطتْ بها التمائمُ
لطبعنا تُلائمُ *** في السر أو في العَلنْ
مصرُ لها أيادِي *** عُليا على البلادِ
وفخرهُا يُنادي *** ما المجدُ إلا ديْدني
الكونُ من مصرَ اقتبسْ *** نوراً وما عنه احتبسْ
وما فخارها التبس *** إلا على وغدٍ دَنيِ
فخرٌ قديم يُؤْثَرُ *** عن سادةٍ ويُنْشَر
زهورُ مجد تنثر *** منها العقول تَجْتنِي
دارُ نعيم زاهيَهْ *** ومعدان الرفاهيَهْ
آمرةٌ وناهيهْ *** قِدماً لكل المدنْ
تحنو على القريبِ *** تحلو لدى الغريبِ
ترنو إلى الرقيبِ *** شرراً بسهم الأعينْ
طُول المدا وَلودُ *** وللهُدى ودودُ
ما أمَّها جَحودُ *** إلا انثنى بالوهنْ
قوةُ مصرَ القاهره على سِواها ظاهره
وبالعمارِ زاهِره *** خُصّتْ بذكرٍ حَسنْ
منازلٌ رَحيبه *** وبالمنى خَصِيبه
وللهَنا مُجيبه *** وهي أعزُّ موطن
علومها حقائقُ *** فهومها رقائقُ
رموزها دقائق *** تحلو لأهل الفِطن
أما ترى الأهالي *** ترقَى ذُرى المعالي
هم سادةٌ موالي *** جمال وجه الزمن
أبناؤها رجالُ *** لم يثنهم مجالُ
ولا بهم أوجال *** في ليل وقعٍ دَجُن
وذوقهم مطبوعُ *** وقدرهم مرفوعُ
وصيتهم مسموع *** بشرف التمدن
وجندهم صنديدُ *** وقلبه حديدُ
وخصمه طريد *** بل مُدرجٌ في كفن
كل فتىً جليلْ *** يعشق وادي النيلْ
كم فيه من نزيلْ *** يقول مصر وطني
فإن تَرُمْ إسعادا *** يا سعدُ دعْ سعادا
ولذْ بمنْ أعادا *** لمصرَ فخرها السَّني
صادقُ وعدٍ محسنُ *** وذكرُهُ يُسحتسنُ
ولا تزال الألسنُ *** تشدو بذكرِ المحسن
ربُّ عُلاً وحسبِ *** عن جده وعن أبِ
فقلْ لمصر انتسبي *** إلى جريلِ المننْ
أدامُه ربُّ العلا *** أميرَ عِزٍ وولا
بجاه طه مَن علا *** بالعدلِ جورَ الفتنْ
قصيدة حب الوطن
الشاعر العراقي أحمد مطر
ما عندنا خبز ولا وقود.
ما عندنا ماء.. ولا سدود
ما عندنا لحم.. ولا جلود
ما عندنا نقود
كيف تعيشون إذن؟!
نعيش في حب الوطن!
الوطن الماضي الذي يحتله اليهود
والوطن الباقي الذي
يحتله اليهود!
أين تعيشون إذن؟
نعيش خارج الزمن!
الزمن الماضي الذي راح
ولن يعود
والزمن الآتي الذي
ليس له وجود!
فيم بقاؤكم إذن؟
بقاؤنا من أجل أن نعطي التصدي حقنة،
وننعش الصمود لكي يظلا شوكة
في مقلة الحسود
قصيدة الوطن المفدى
الشاعر البحريني إبراهيم العريض
سَقَتِ الغادياتُ أرضاً رعتْني *** طاب للظبي في رُباها المقامُ
ورعى اللهُ تربةً أنشأتْني *** وعهودُ الصِّبا بها أحلام
خلعتْ حسنَها عليها الليالي *** وازدهتْ في ظلالها الأيام
وعليها تناثرتْ دُرَرُ القَطْـ *** ـرِ انتشاراً وانحلّ ذاك النِّظام
إن غصناً أطلَّ في القلب غَنّى *** فوقه بلبلٌ وناح حَمام
كلّما اهتزّ جانبُ القلبِ للذِّكْـ *** ـرى، فللوجدِ فوقه أنغام
ساقني موطني على البعد شوقَ الطْـ *** ـطَيْرِ للظلّ قد براه الأُوام
والمهى للمروج والأرضِ للغَيْـ *** ـثِ إذا أمحلتْ وماج القَتام
جئتُها والخشوعُ ملءُ ضلوعي *** بعد أن عُلّلتْ بها أعوام
فرأتْ من خلال دمعيَ عيني *** أثراً للذين في الربع ناموا
طَللٌ قد ضحكنَ فيها الأماني *** فَهْي بَضّاء ليس فيها مَلام
فاخلعِ النعلَ إنها تربةٌ بُو *** رِكَ في نَبْتها سقاها الغمام
تربةٌ قد تَسلسلَ الماءُ من تَحْـ *** ـتِ رُباها تَزينها أعلام
لفحتْها الرياحُ والشمسُ حمرا *** ءُ ، كلون الزجاجِ فيها الـمُدام
خُضرةٌ فوق حمرةٍ قد جلتْها *** صُفرةٌ فوقها خفقنَ الخِيام
وعُقودٌ من اللآلئ يَهديـ *** ـها لِــجِيد الحسانِ بحرٌ طغام
عَلِقتْها نفسي شباباً وبُرْدُ الْـ *** ـعَيْشِ غَضٌّ فطاب فيها الغرام
لا أرتْني الحياةُ بعدَكِ أرضاً *** موطنَ الدُّرِّ لا علاكَ مقام
تلك أرضُ الجدودِ أرضُ أَوالٍ *** حلّ مغناكِ نَضْرةٌ وسلام
قصيدة يا نازحا قد نأى عن الوطن
الشاعر العباسي البحتري
يا نازِحاً قَدْ نَأَى عَنِ الوَطَنِ *** أَوحَشْتَ طَرْفِي مِنْ وَجْهِكَ الحَسَنِ
أَذُمُّ فِيكَ الهَوَى وأَحمْدُهُ ، *** فِيكَ مَزَجتُ السُّرُورَ بالحَزَنِ
قصيدة وطن
الشاعر الفلسطيني محمود درويش
علّقوني على جدائل نخلة
واشنقوني.. فلن أخون النخله!
هذه الأرض لي.. و كنت قديما
أحلب النوق راضيا و موله
وطني ليس حزمة من حكايا
ليس ذكرى، و ليس حقل أهلّه
ليس ضوءا على سوالف فلّة
وطني غضبة الغريب على الحزن
وطفل يريد عيدا و قبلة
ورياح ضاقت بحجرة سجن
و عجوز يبكي بنيه.. و حقله
هذه الأرض جلد عظمي
و قلبي..
فوق أعشابها يطير كنخلة
علقوني على جدائل نخلة
و اشنقوني فلن أخون النخلة !