إسلام
قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام
قصة سيدنا ابراهيم ، إن قصص الأنبياء من أمتع القصص التي يمكننا أن نستفاد منها وناخذ منها دروسًا وعبر كثيرة وإن من أروع القصص والتي بالكاد تكون أروعها على الإطلاق هي قصة سيدنا ابراهيم وقيامه بتحطيم الأصنام التي كان يعبدها قومه، ومحاولة إحراق قومه له عقابًا له على ما فعل.
نشأة سيدنا ابراهيم
ولد سيدنا إبراهيم في قرية كان أهلها يقومون بتقديس الأصنام ويؤمنون بكل ماهو في الطبيعة، فقد كانوا قوما مشركين يعبدون الأصنام من دون الله، ولكنه لم يكن في طفولته كأي طفل أخر، فلقد كان سيدنا ابراهيم عليه السلام في طفولته طفلًا بالغ الذكاء وكان عاقلًا جدًا، ولديه من الحكمة ما يميزه عن الكبار، وكان منذ صغره يتعجب من عبادة قومه وتقديسهم للأصنام حيث كان يكره ذلك وينفر منه، والتي كان يصنعها قومه بأيديهم، فقد كان منذ نشأته وصغره وبالفطرة التي لديه، حيث كانت فطرته السليمة توجهه نحو عبادة الله دائمًا. فقد قال الله تعالى في القرأن الكريم: “ وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ “.
قصة سيدنا ابراهيم
لذلك اختاره الله وميزه عن غيره أن يكون نبيًا وينشر الدين الإسلامي ويرشد قومه إلى الصواب، ولقد فكر سيدنا ابراهيم في أن يرشد قومه بطريقة معينة ويوصل إليهم أنهم على باطل فذهب إليهم في بداية الأمر وفكر في أن يتحدث معهم بالعقل والمنطق ويسألهم عن سبب عبادتهم لهذه الأصنام.
ولكن كان ردهم عليه بأنهم منذ نشأتهم بأنهم قد رأوا أباءهم يعبدون الأصنام فنشأوا كما يعبدون. وقد جاء ذلك في القرأن الكريم حيث قال الله تعالى: “قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53) قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ(54)”، وبدعوته تلك غضب أبوه وقومه منه واتهموه بالكفر والضلال وبدأو بكرهه، وتعجب قومه من إيمانه ذلك ومن أين أتى بذلك، ولكن لم يؤذوه لصغر سنه وتركوه فقالوا لهم وفقًا لما جاء في القرأن الكريم حيث قال الله تعالى: “ قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (55) قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (56) “.
وكان والد سيدنا ابراهيم يُدعى آزر وكان كافرًا وكان يعمل نجارًا حيث يصنع الأصنام ويقوم ببيعها ليعبدوها، وقد حاول سيدنا ابراهيم كثيرًا مع والده بشتى الطرق والوسائل ليقنع والده بأن يعتنق الدين الإسلامي ويترك عبادة الأصنام، ولكنه غضب منه كثيرًا وهدده بأن يرجمنه وبأن يتوقف عن دعوته وكلامه ذلك وقد قام بطرده وتبرأ منه وطلب منه ألا يعود إليه أبدًا.
رد فعل سيدنا ابراهيم تجاه رفض قومه له
عندما يأس ابراهيم من قومه وعدم استجابتهم له ولدعوته إليهم ليؤمنوا بالله سبحانه وتعالى، قرر أن يلقنهم درسًا قاسيًا وبذلك من الممكن أن يستجيبوا له، وكان درسه لهم أنهم هددهم بأنه سوف يفعل المكائد بقومه بمجرد تركهم لها، وبدأ بالفعل في تدمير الأصنام.
حيث كانت خطته لذلك في أنه سوف يهدم الأصنام كلها مرة واحدة حتى تكون مفتتة لا يمكن جمعها مرة أخرى ولكنه ترك الصنم الأكبر كما هو لم يؤذيه بحيث يكون هو المتهم بما فعل سيدنا ابراهيم بالأصنام، وقد اكتشف قومه الفاجعة في اليوم التالي فأتوا بسيدنا ابراهيم وسألوه هل هو من فعل هذه بألهتهم أم لا ولكنه قال أن كبيرهم ( الصنم الأكبر ) هو الذي فعل هذا وإن لم يصدقوه فيسألوه، وقال هذا لأنه يعلم أنه لا يستطيع أن ينطق.
ولكنهم من شدة كفرهم لم يصدقوه في البداية وتوعدوا له بالأذى فجمعوا الحطب وأوقدوا نارًا لم تُري وتًشهد من قبل ليرموا بابراهيم فيها، ولكن ابراهيم كان راضيًا بقضاء الله ففوض أمره إلى الله وقال “حسبي الله ونعم الوكيل”، ولكن حمى الله سيدنا ابراهيم ولم تمسه النار وخرج منها سالمًا فتعجب منه قومه ولكنه تبرأ منهم وتركهم لكفرهم.