تاريخ

الثورة الفرنسية متى قامت أسبابها ونتائجها

5
(1)

الثورة الفرنسية

تعد الثورة الفرنسية من أهم الاحداث التي حصلت بالعصر الحديث، حيث كانت سببًا رئيسيًا في ترسيخ قواعد الديمقراطية والحرية بأوروبا في القرن الثامن عشر، وقد كانت نقطة تحول هامة قضى فيها الغرب على أنظمة الحكم الإستبدادي وعلى فيها صوت الشعب وقويت إرادته.

متى قامت الثورة الفرنسية ؟

قامت الثورة الفرنسية عام 1789م، وإستمرت حتى عام 1799، وتعتبر الثورة الفرنسية هي النتيجة الحقيقية التي كلل بها عصر التنوير في أوروبا، لتبدأ مرحلة جديدة من التغيير الحقيقي الذي تدعمه الدول بشكل حقيقي.

أسباب الثورة الفرنسية

توضح أسباب الثورة الفرنسية صورة موجزة لأحوال فرنسا قبل الثورة، كيف كان نظام الحكم بها؟، وكيف كانت أحوال شعبها الإجتماعية والإقتصادية؟، وفيما يلي نستعرض عوامل قيام الثورة الفرنسية المباشرة وغير المباشرة.

الأسباب غير المباشرة

الأسباب السياسية

كان نظام الحكم الملكي في تلك الآونة شديد الإستبداد، وكان الملوك يفرضون سلطاتهم بقوة وظلم وعلى الشعب السمع والطاعة، واتسعت دائرة الحكم الإستبدادي لتشمل الملك وأسرته ووزرائه وحاشيته، الذين مارسوا معًا الإستبداد بالشعب وإلتهام حقوقه.

ضاق الشعب بهذا الحكم المطلق خاصة بعدما كان يصدر لويس السادس عشر رسائلًا يهاجم فيها كل من ينتقده، وبعدما وصلت حاشية احدى الملوك إلى 18 ألف فرد، يعيشون عبئًا على الدولة وعلى ممتلكاتها ويتمتعون بأموالها على حساب الشعب.

الأحوال الإجتماعية

قسم الشعب إلى ثلاث طبقات، وكانت أولاها هي طبقة الملك وحاشيته وهم أصحاب الدماء الزرقاء كما أطلقوا على أنفسهم، كما عرفوا بإسم طبقة النبلاء، وكما سبق الذكر فكانوا يعيشون حياة من طراز رفيع تتسم بالرفاهية والترف، أما الطبقة الثانية فكانت طبقة رجال الدين وكانوا قد إنغمسوا في اللذات وابتعدوا عن هدفهم الحقيقي، وكانت الطبقة  الأخيرة والمهملة هي عامة الشعب؛ فكانوا يعانون الفقر وينخرطوا في حياة الكفاح والعمل تحت قهر النظام الملكي.

الأحوال الإقتصادية

أدى جميع ما سبق إلى سوء الأحوال الإقتصادية نتيجة حروب لويس الرابع عشر والبذخ الذي عاشت فيه حاشية الملوك، والحروب التي عملوا على تمويلها كحرب الإستقلال بأمريكا، وقد وصلت الحالة الإقتصادية إلى أسوئها بعد أن ضربت المجاعة فرنسا عام 1788م، وإشتد على شعبها الفقر والجوع.

التحول الفكري

أثرت الحركة الفكرية التي سبقت الثورة الفرنسية والتي عرفت بعصر التنوير على العقلية الفرنسية إذ ساهمت بشكل غير مباشر في إحداث تغيير جذري للحياة السياسية والإقتصادية بفرنسا، وكان من أهم مفكري هذه الفترة فولتير، وجون جاك روسو، ومونتسكيو، وكانت كتاباتهم بمثابة الوقود الذي أشعل نيران الثورة الفرنسية وغير تفكير الشعب، مثل كتاب “العقد الفريد” لجون جاك روسو، وكتاب “روح القوانين” لمونتسكيو.

تلى كل ذلك محاولات للإصلاح فعقدت الإجتماعات وبرز دور الجمعيات الوطنية في خطوات تنذر ببداية إندلاع ثورة، وقد عرفت هذه المحاولات بالأسباب المباشرة للثورة الفرنسية وهي:

الأسباب المباشرة للثورة الفرنسية

عقد إجتماع مجلس طبقات الأمة، والذي كان يضم الثلاث طبقات التي تكون بها البناء المجتمعي بفرنسا، إلا أنهم لم يتفقوا، إذ أهمل أعضاء المجلس دور طبقة الشعب ولم تستجيب لمطالبهم فإنشقت عنه وكونت جمعية أسموها الجمعية الوطنية والتي ظهر دورها بوضوح فيما بعد.

اجتمعت الجمعية الوطنية بهدف إصدار دستور عادل يضمن المساواة بين طبقات المجتمع، وتخفيف الضرائب، والقضاء على الإقطاع، وتقليل إمتيازات طبقة النبلاء، وأعلنت الجمعية عن قائمة أسمتها بلائحة حقول الإنسان، والتي رفضها الملك، مما أثار غضب الشعب الفرنسي.

وضمن إجراءات لإدخال التعديلات الدستورية حيز التنفيذ أقيم إجتماع الجمعية التشريعية للنظر في ذلك إلا أن خطرًا آخر كان في إنتظارها؛ فقد وقعت فرنسا في حرب مع النمسا بعد الإعلان الذي صدر بإسم بلنتز والذي إتحدت فيه النمسا وروسيا ووضحا نيتهما في إبقاء النظام الملكي في فرنسا، وضرورة التصدي للثورة، إلا أن الجيش الفرنسي إستطاع هزيمة النمسا بعد أن تسابق الشعب على التطوع بالجيش وتحقيق النصر.

أقيم المؤتمر الوطني عام 1792 والذي أعلنت فيه الجمهورية بدلًا من الملكية، وأقر فيه إعدام لويس السادس عشر، وإرساء قواعد الحرية والعدل والمساواة.

نتائج الثورة الفرنسية

  • التخلص من الحكم الملكي، وبداية نوعٌ من جديد من الحكم عرفته فيما بعد الشعوب في العالم أجمع، وهو الحكم الجمهوري، والنظام الديمقراطي.
  • فصل السلطات الثلاثة “التشريعية، والتنفيذية، والقضائية”، بما جعل كل سلطة مختصة بنفسها، ولا يحق لها التدخل في شؤون الأخرى.
  • تعديل الدستور بما يتناسب مع فكرة فصل الدين عن الدولة، والمساواة بين جميع أفراد الشعب.
  • التخلص رسميًا من هيمنة الكنيسة، ومن سيطرة نظام الحكم وخاصة الطبقة رفيعة المستوى والتي عرفت بطبقة النبلاء.
  • تمكنت الثورة من بث بعض المفاهيم التي تدعم حرية وإرادة الشعوب، كالمساواة، الحرية، العدالة.
  • نجحت الثورة في أن تجعل اللغة الفرنسية هي اللغة المعتمدة رسميًا للدولة، كما أصبح التعليم حقًا للجميع.
  • إرتفع شعار القومية الحديثة؛ بمعنى أنه أصبح لكل فرد دورًا ومسئولية تجاه وطنه، مما عمق الشعور بالوطنية تجاه بلده، وأصبحت الكلمة العليا بيد الشعب.
Print Friendly, PDF & Email

يسعدنا أن نعرف تقييمك للمقال

اضغط على نجمة لتقييم المقال

النتيجة

كن أول من يقيم المقال

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق