تاريخ
الحضارة الفينيقية تاريخها ومظاهرها الاقتصادية والثقافية
الحضارة الفينيقية إحدى أعرق الحضارات التي عاشت على سواحل البحر الأبيض المتوسط، والتي توسعت حتى وصلت إلى المحيط الأطلسي غربًا، ينسب إليها العديد من الإنجازات، فالفينيقيون عرفوا بمغامري السواحل المخضرمين والذي أضفى عليهم البحر طابعا خاصا، فصاحبوه حتى صار جزءًا لا يتجزء من تاريخ حضارتهم.
من هم الفينيقيون ؟
إذا ما رجعنا آلاف السنين إلى الوراء وإلى سنوات ما قبل الميلاد، تحديدًا عام 3000 ق.م؛ ستترائى لنا حكاية هؤلاء الفينيقيون، وسنعرف أنهم كنعانيو الأصل، نزلوا من شبه الجزيرة العربية حتى استقرت أقدامهم بأراضي البحر الأبيض المتوسط.
وقد امتدت الدولة الفينيقية من “رأس شمرا” شمالًا بسوريا وحتى جبل كرمل جنوبًا، ومن غرب البحر الأبيض المتوسط وحتى المحيط الأطلسي.
بماذا اشتهرت فينيقيا ؟
لقد اشتهرت الدولة الفينيقية بكونها ممرًا تجاريًا هامًا يربط قارات العالم الثلاثة “أوروبا، أفريقيا، وآسيا” في عصر لم توجد فيه ممرات بحرية كقناة السويس ورأس الرجاء الصالح.
عرف الفينيقيون بكونهم تجارًا وبحارين وملاحين من الدرجة الاولى، فقد إحتلوا البحر الأبيض المتوسط بغرض التجارة، فكانوا يفرضون الضرائب على القوافل التجارية العابرة من قارة لأخرى، كما إستغلوا مهارتهم في بيع السلع والمنتجات، وأقاموا مراكز تجارية هامة، مما ساعد على إزدهار الحياة الإقتصادية وإنعكاس هذا التقدم على شتى النواحي الأخرى.
اللغة الفينيقية
تعتبر اللغة الفينيقية من اللغات القديمة السامية والتي اشتقت من اللغتان الكنعانية والعبرية، حيث كان الفينقيون يتحدثون الكنعانية قبل أن يتحولوا إلى اللغة الفينيقية.
وينسب إلى الفينيقيين معرفة الحروف الأبجدية والتي مرت بعدة مراحل وهي:
- مرحلة الكتابة المسمارية: وقد كان مركزها مدينة أوغاريت، لكنها اتسمت بالصعوبة والتعقيد.
- الكتابة السينائية: وتنسب إلى مدينة سيناء، وهي نوع مشتق من الكتابة الهيروغليفية.
ولكن اللغتان المسمارية والسينائية لم تسعفا الفينيقيون في أمور حياتهم وتعاملاتهم اليومية، فلجئوا إلى إبتكار لغة أخرى تعتمد على الحروف بدلًا من المقاطع، وجعلوا لكل حرف صوتًا، وتكونت من 22 حرف، وقد سهلت عليهم اللغة الجديدة شئون الحياة ودعمت تقدمهم الإقتصادي والتجاري.
الحياة الإقتصادية عند الفينيقين
لقد إزدهرت التجارة الفينيقية وحققت تقدمًا لا مثيل له، ويعود ذلك إلى مهارة الفينيقيون وحبهم للملاحة، وإستعدادهم للمغامرة.
أنشئوا العديد من المراكز التجارية لدعم وتسهيل عمليات الملاحة والشحن ونقل البضائع.
قاموا بالعديد من الصناعات ومن أهمها صناعة النسيج التي أخذوها من جيرانهم المصريين، كما إشتهروا ببناء السفن من خشب الأرز وقد أتقنوا صناعتها لتساعدهم في عملية الملاحة،
تاجر الفينيقيون بالورق البردي الذي كان يتم جلبه من مصر ثم تصديره إلى بلاد اليونان.
الحياة الثقافية في فينيقيا
عرف الفينيقيون الحساب والجغرافيا، وأنجبوا علماءً بارعين في هذا المجال ومنهم؛
- مارينوس الصوري: مبتكر خطوط العرض والطول بخريطة الكرة الأرضية.
- ماغون: عالم قرطاجي عرفت بكتاباته في مجال الزراعة.
- طاليس.
ولقد قادت الحياة البحرية الفينيقيون نحو الإهتمام بعلم الفلك ليتمكنوا من تحديد حركات المد والجزر ورصد الأماكن الجغرافية بدقة، وقد استطاعوا فعل ذلك، كما استطاعوا اكتشاف “النجم الفينيقي”.
وجدت الكثير من الكتابات التي ترجع للحضارة الفينيقية؛ كتبت على هيئة ملاحم وأساطير، ومن أمثلتها ملحمة “عنت”، وملحمة “كريت”، كما كتبوا الرسائل والمعاملات التي كانت تتم بينهم وبين الدول الأخرى، ومن أشهر الكتابات الفينيقية كتابات “تل العمارنة”.
تميزت العمارة الفينيقية بطراز خاص، ويعد معبد ملقرت بمدينة قادش ومعبد سليمان بمدينة القدس أفضل مثال للعمارة الفينيقية.
ازدهرت الفنون الفينقية وخاصة الحرف اليدوية، فعرف الفينقيون صناعة الزجاج والسيراميك، وتشكيل المعادن وصناعة أدوات الزينة من الذهب والفضة، كما عرفوا صناعة الفخار والعاج، وتأثروا بالزخارف المصرية الفرعونية والفنون اليونانية.
أهم المراكز الفينيقية
- قرطاج.
- جبيل.
- صور.
- صيدا.
- أوغاريت.
السلام عليكم.
مفيدة وشاملة، بارك الله فيك.
مدونة مليئة بالمعرفة. جزاك الله خير. انا احبك جدا، جدا، جدا.
شكرا لكم.
مصعب النجار.
توجد معلومات رائعة