تاريخ
الدولة الطولونية بمصر
فهرس البحث
الدولة الطولونية بمصر ، تنسب الدولة الطولونية إلى أحمد بن طولون. وترجع أصول أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية إلى الترك، وكان والده مملوكًا تركيًا لدى الخليفة العباسي المأمون.
تأسيس الدولة الطولونية بمصر
تنسب الدولة الطولونية إلى أحمد بن طولون.
ترجع أصول أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية إلى الترك، وكان والده مملوكًا تركيًا لدى الخليفة العباسي المأمون.
كان الأتراك في بادىء الأمر يعملون في بلاط الحكام العرب المسلمين كرقيق ومماليك، ومن ثم بدأ نفوذهم يتزايد شيئًا فشيئًا حتى استطاعوا السيطرة على بعض الولايات الإسلامية وتولي الحكم عليها.
ولما توفى “طولون” والد أحمد بن طولون تزوجت أمه من بكباك والذي عينه الخليفة العباسي واليًا على مصر، فقام بكباك بتعيين أحمد بن طولون إبن زوجته نائبًا له على مصر ومده بجيش قوي.
وبعد قتل باكباك، تولى يار جوخ ولاية مصر ثم أسندها إلى أحمد بن طولون حيث كانت بينهم علاقات طيبة ونسب وصهر، واستطاع أحمد بن طولون كسب ود الخليفة المعتمد عن طريق معاونته في التصدي لأعدائه، فذاع صيت أحمد بن طولون بحسن السيرة والقيادة، حتى عين رسميًا واليًا على مصر بعد وفاة يار جوخ عام 259 هـ، وولاه المعتمد الولاية على الثغور الشامية عام 262 هـ.
وقع أحمد بن طولون في بادىء الأمر بصعوبات مع أحمد بن المدبر وهو عامل الخراج بمصر والذي كان يحاول إقصائه عن حكم مصر بشتى الطرق، وقد أشعل أحمد بن المدبر سخط المصريين بزيادة الضرائب حتى يوقع المصريين في خلاف مع أحمد بن طولون ولكن لم باءت خطته بالفشل وذهب إلى الشام.
لم تكن في نية أحمد بن طولون أن ينفصل انفصالًا تامًا عن الخلافة العباسية، فقد نشأ بن طولون نشأة دينية وتتلمذ على يد الإمام أبي حنيفة، ولم تكن رغبته في الإستقلال بمصر كراهية للخلافة العباسية، بل حاول إبقاء العلاقات الودية بينه وبين الخلفاء العباسيين.
أحمد بن طولون والمصريون
لقد ربطته علاقة قوية بالشعب المصري، فعمل على التقرب لهم، واتخذ من بينهم الوزراء والكتاب وعينهم بالمناصب المختلفة بالدولة، وخفف عنهم الضرائب التي كان قد فرضها ابن المدبر.
اهتم ابن طولون بالزراعة والصناعة والمنشئات، فأنشىء مارستان لعلاج المرضى بالمجان.
أسس بن طولون مدينة القطائع وجعلها عاصمة للدولة.
بنى مسجد أحمد بن طولون وهو أكبر المساجد في مصر ويعد تحفة معمارية رائعة.
قام ابن طولون بالمساواة بين الجميع، ولم يتعامل على حساب الدين، فقد استعان بالعمال المسيحيين في عمليات البناء والتشييد، وكذلك استعان باليهود.
استطاع أحمد بن طولون بذلك أن يكسب حب المصريين وولائهم له، وتأييدهم لإقامة دولته الطولونية بمصر.
خمارويه بن أحمد بن طولون
تولى الحكم من عام 270 وحتى 282 هـ .
بايعه الجند بالولاية بعد وفاة أبيه على غير رضًا من الخلافة العباسية.
عاشن خمارويه حياة يملئها البذخ والترف، وأنفق أمواله على بناء القصور والمنتزهات والفنون المعمارية.
توفى عام 282 هـ بعد 12 عامًا من الحكم.
سقوط الدولة الطولونية 292 هـ
عمت الفوضى والاضطراب مصر بعد وفاة خمارويه، فتولى ثلاثة رجال الحكم وهم:
- أبو العساكر جيش بن خمارويه.
- أبي موسى هارون بن خمارويه.
- هارون بن خمارويه.
بدأ الصراع ينشب على تولي السلطة بين كل من يعتلي الحكم، حتى استغل الخليفة العباسي المكتفي بالله الفرصة وقام بإستعادة مصر والشام وضمهم إلى الدولة العباسية، حيث أرسل جيشًا بقيادة محمد بن سليمان الكاتب عام 292 هـ ليحارب جيش هارون بن خمارويه، ولاقى الأسطول الطولوني الهزيمة ودخل العباسيين دمياط وتنيس وسيطروا عليهم.
فر هارون إلى الشرقية، ثم قتل على يد عميه يبان وعدي بن أحمد بن طولون، وسار شيبان إلى الفسطاط ظنًا منه أنه قد تولى حكم مصر ولكن خرج عليه جنده وبعثوا إلى القائد العباسي أحمد بن سليمان الكاتب فدخل مدينة القطائع وأحرقها وأخرج من كانوا بسجونها، وعادت مصر ولاية عباسية بعد حكم دام 38 عامًا للدولة الطولونية.
استمرت مصر تحت الخلافة العباسية حتى عام 323 حينما دخلها القائد محمد بن طغج الإخشيدي وأسس الدولة الإخشيدية بمصر.