بحث حول التطوير الذاتي مفهومه أساليبه وأهميته

بحث حول التطوير الذاتي ، تتطور الحياة كل دقيقة من حولنا بكل ما فيها، من بشرٍ وحيوانات ونباتات، ولكن ماذا إذا كف الإنسان عن التطور؟ بالطبع لن تسير الحياة بصورة طبيعية، ستتوقف حركة الحياة، ولذلك فإن التطوير الذاتي أمر ضروري للإنسان للحاق بركب الحياة وإكمال دورتها وتنوعها وتغيرها المستمر وتحقيق الهدف الذي خلق من أجله.

مفهوم التطوير الذاتي

إذا ما نظرنا إلى تطوير الذات بمعناه البسيط فإنه محاولات المرء تنمية قدراته ومهاراته الخاصة للحصول على مستوى أفضل من التفكير الشخصي، أو مكانة أعلى بالعمل، أو كسب المزيد من المال، والعديد من الأهداف التي يسعى إليها المرء لعيش الحياة بأسلوبٍ أفضل.

وقد اقتضت علينا الحياة أن نطور بإستمرار من قدراتنا الخاصة لنستطيع مواكبتها ومواكبة التغيرات العديدة التي تحدث بالعالم كل يوم، فلا يمكن أبدًا أن نشاهد تغيرات العالم دون أن نحرك ساكنًا أو نغير من أفكارنا، وأن يتعلم كل منا أكثر في مجاله، أو حتى يغير من طريقته في الإتصال مع الآخرين أو تربيته لأولاده، فكلها سبلًا من سبل التطوير التي يحتاج إليها العالم.

أهمية التطوير الذاتي

وكما تحدثنا عن ضرورة تطوير الذات في عالمنا اليوم، فدعونا نعرف أكثر عن أهمية التطوير الذاتي، ولماذا تنمية الذات أمر ضروري؟

  • إنه يساعدنا على الوصول إلى أهدافنا وتحقيق مرادنا.
  • إن تنمية الذات تعطينا الفرصة لمراجعة أنفسنا، ومعرفة نقاط الضعف والقوة بها، لتبدأ بعدها عملية الإصلاح والتطوير، لذلك يجب علينا التحلي بالصدق مع الذات حتى تسير عملية التنمية بشكل صحيح.
  • إن عملية تنمية الذات تساعد على بناء ثقة الفرد بنفسه، وبقدراته، لأنه يعمل على تطويرها بإستمرار، كما يخضعها للتقييم والتقويم.
  • يساعد على إكتساب الفرد المرونة اللازمة لمواجهة مختلف أمور الحياة، بسبب مروره بالعديد من التغيرات من فكرة خاطئة إلى أخرى صحيحة، مما يساعده على فهم الآخرون ممن يحملون وجهات نظر مختلفة.
  • إكتساب قوة الشخصية وتحمل المسؤولية، والتأني عند الإختيار، والقدرة على فحص البدائل ودراستها، وإختيار الأفضل، مما يزيد من خبرات الفرد الحياتية في كل مجالات الحياة.
  • يستطيع الفرد بتطويره الدائم لنفسه أن يصل إلى مرحلة الإبداع، فالإبداع ينتج عن العمل الجاد والتطوير الدائم واللذان يؤديان إلى مراحل إختمار الموهبة وتزايدها لتصل إلى الإبداع.

أساليب تطوير الذات

إن أساليب وطرق تطوير الذات عديدة للغاية وتختلف في ترتيبها بين شخص وآخر على حسب نوع التطوير الذي يسعى له كل شخص، فهناك من يسعى للتطوير عقليًا وعلميًا، وهناك من يحتاج لتطوير مهارات التواصل، كما هناك من يريد تطوير شكله ومظهره وصحته، وإليكم بعض الأساليب العامة لتطوير الذات.

  • إقرأ كثيرًا، فإنها أنجح طريقة للتطوير الذاتي، ولم يختلف عليها أحد، يقول دكتور إبراهيم الفقي رحمه الله أنه إذا قرأت 3 كتب في مجالك فإنك ستكون من أكثر الناس معرفة بهذا المجال في العالم.
  • يعتبر تعلم اللغات من طرق تنمية الذات التي تساعد الفرد على زيادة معارفه عند القراءة بلغات مختلفة، وكذلك تنمية مهاراته الإجتماعية في التعرف على أناس بثقافات متنوعة.
  • القيام بالحفاظ على أسلوب حياة صحي من أهم الطرق التي يغفلها الناس، إحتفظ لنفسك بنظام غذائي سليم، داوم على المشي بإستمرار، قم بالتمرينات الرياضية، إن هذا من شأنه تغيير حياتك.
  • إن تجاوز الماضي بتجاربه المؤلمة يعد نوعًا من طرق تطوير الذات، بل هو أهمها، فيجب عليك التخلص من كل ما سبب لك الألم بالماضي لتستطيع المضي قدمًا في تطوير ذاتك وحياتك.
  • وأخيرًا لا تنسى الإبتعاد عن الأشخاص السلبيين، الذين يهبطون من عزيمتك دومًا، قلل من لقاءاتك وأحاديثك معهم ولا تدع كلماتهم تنجح في تثبيط همتك.

تطوير الذات في الإسلام

يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم:

  • “إعملوا فكلٌ ميسر لما خلق له”.
  • “من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له طريقًا إلى الجنة”.

وهنا يحثنا الرسول على إكتساب العلم والعمل والسعي للأفضل دون إشتراط عمر أو شكل، فالتطوير لا يستدعي أي من ذلك، فقط المحاولة وطلب العلم، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم بمختلف أعمارهم ومستوياتهم يجلسون حول الرسول للإستزادة من علمه ولا يحرجون من السؤال وطلب النصح من الرسول -ص-.

وفي حديثٍ آخر:

سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا:

يا رسول الله، أنتداوَى؟

قال: “نعم يا عباد الله تداوَوْا؛ فإن الله – عز وجل – لم يضع داءً إلا وضَع له شفاءً؛ غير داء واحدٍ”.

قالوا:

وما هو يا رسول الله؟

قال: “الهَرَم”.

والمداواة هنا ليست للأمراض الجسمية فقط، بل إن التداوي الروحي والمعنوي لا يقل أهمية عن التداوي الجسدي ويعد نوعًا من تحسين الذات والإرتقاء بها، كمراجعة المرء لأفكاره وأساليب حياته وتغيير صفاته السيئة والسعي نحو الأفضل، وهذا ما يحثنا عليه الدين الإسلامي والله والرسول -ص-.

Web Media
Web Media
تعليقات