شارلي شابلن و فلم أضواء المدينة

شارلي شابلن

دائمًا ما كانت حياة العظماء من الناس مليئة بالعقبات والمحن، وشخص كشارلي شابلن لم يكن الطريق أمامه ممهد بالورود، فإن بداية هذا الرجل كانت في أسرة بسيطة، صحيح أنها أسرة فنية إلا أنها عانت الكثير من الفقر والتفكك، فلقد انفصل أبويه وهو في عمر لا يتجاوز الثلاث سنوات، وتوفى والده قبل أن يبلغ ال13 من عمره.

لقب شارلي شابلن بعدة ألقاب منها الصعلوك والمتسكع، وليس غريبًا أن تطلق مثل تلك الألقاب على رجل كشارلي شابلن الذي بدأت حياته في الاحتكاك بالشارع الأمريكي منذ نعومة أظافره، فها هو يضطر للعمل في سنٍ صغيرة، وينتقل من إصلاحية إلى أخرى، تعاني والدته من المرض العقلي، فلا يجد له مأوى ولا مرشدًا.

وكما يقولون أن الصعاب هي مصنع الرجال، فلقد وقع شارلي شابلن في حب المسرح منذ صغره، حين اعتلى المسرح ليكمل دور والدته التي انقطع صوتها في أثناء قيامها بالعرض، ومن هنا بدأ يجذب إليه الأنظار بطريقته المميزة في الوقوف على المسرح وخفة ظله.

بدأ شارلي شابلن في العمل ككومبارس وراقص صغير في المسرح الذي كان يعمل به والديه، وتواصلت حفلاته حتى تعاقدت معه شركة كستوف للأفلام السينمائية بتأييد من المخرج الكبير ماك سينت الذي أعجب بشخصية الشاب التلقائية وطريقة أدائه على المسرح.

عرف شارلي منذ بدايته للعمل مع شركة كستوف بشكله المميز؛ القبعة المستديرة والسروال الواسع والعكاز والشارب القصير، ولقب من يومها بالصعلوك المتشرد، واستطاع أن يسجل إسمه في عالم الكوميديا السينمائية بقلم من ذهب بخلقه نوعًا جديدًا من الفن الكوميدي وهو الكوميديا الصامتة والتي لاقت استحسان واعجاب الملايين من كل دول العالم، فقدم العديد من الأفلام السينمائية الصامتة ومن أشهرهم فيلم أضواء المدينة .

فيلم أضواء المدينة

الأبطال: شارلي شابلن – فيرجينيا شيريل

المؤلف: شارلي شابلن وآرثر جونستون

المنتج: شارلي شابلن

المخرج: شارلي شابلن

تاريخ الاصدار: 30 يناير 1931 م.

يعد هذا الفيلم من أصعب وأطول المهمات التي قام بها شارلي شابلن في حياته، ويعتبره العديد من النقاد واحدًا من أعظم الافلام على مر التاريخ،  وكعادة شارلي استطاع بمهارته ولمسته الانسانية أن يمس قلوب المشاهدين ببساطة وتلقائية من خلال قصة الفيلم التي تقوم ببطولتها الممثلة فيرجينا شيريل والتي تمثل دور “الفتاة العمياء” ويقع هذا الرجل الفقير”شارلي شابلن” في حبها، ويقدم الكثير من التضحيات لكسب المال من أجل علاجها ورد بصرها إليها.

مشهد اكتشافه أن الفتاة استردت بصرها

يعد هذا المشهد كما قال الناقد السينمائي جيمس أجي “أعظم المشاهد التمثيلية بالسينما العالمية”، حتى أن شارلي شابلن نفسه وقبل وفاته بقليل أعرب عن تعجبه من سحر هذا المشهد والذي استغرق وقتًا طويلًا لتصويره، فقال إنه كان مشهدًا جميلًا وبسيطًا.

معلومات لا تعرفها عن فيلم أضواء المدينة

  1. في عام 1991 تم حفظ فيلم أضواء المدينة من قبل مكتبة الكونجرس ضمن سجل الأفلام الوطني بالولايات المتحدة الأمريكية، بإعتباره محتوًا ذو قيمة ثقافية وتاريخية وجمالية.
  2. تم تصنيفه في عام 2007 من قبل المعهد الأمريكي للسينما في المرتبة الـ 11 ضمن قائمة أفضل الأفلام الأمريكية التي تم انتاجها على الإطلاق.
  3. أعرب شارلي شابلن أن شخصيته بفيلم أضواء المدينة هي أفضل الشخصيات المحببة إليه من بين جميع أدواره.
  4. أعرب الكثير من المشاهير أمثال أورسون ويلس والمخرج الروسي أندريه تاركوفسكي وودي آلن بأنه فيلمهم المفضل.
  5. انضم المشاهير إلى افتتاح الفيلم في عام 1931 أمثال ألبرت أينشتاين الذي انضم إلى شارلي شابلن بالمسرح، وجورج برناند شو والذي انضم إلى افتتاح الفيلم بإنجلترا.
  6. سمع صوت شارلي شابلن لأول مرة في هذا الفيلم، وكان ذلك ببداية الفيلم حين سمع أحد المسؤولين في البلدة أثناء تكريس التمثال يتكلمون بكلمات ليس لها معنى، وكان هذا هو صوت شارلي شابلن.
  7. تم انتاج فيلم اضواء المدينة بميزانية ضخمة وصلت إلى 1.5 مليون دولار، كما استغرق انتاجه أكثر من 3 سنوات بداية من 1927 وحتى 1931.
  8. لم تكن فيرجينيا شيريل ممثلة ماهرة إلى حد كبير، بل كانت مجرد هاوية، ولم يكن شارلي شابلن يهتم بالخبرة التمثيلية بقدر ما كان يبحث عن الاستجابة في تلقي الملاحظات واتباع التعليمات، فوقع اختياره على فيرجينيا والتي كانت تعاني ايضًا من قصر النظر ونظراتٍ شاردة توحي بضعف البصر والعمى مما ساعدها على اداء ذلك الدور.
  9. اعاد شارلي شابلن تصوير مشهدًا بالفيلم وهو مشهدًا بسيطًا تجلس فيه الفتاة العمياء وهي تقدم احدى الزهور إلى شارلي شابلن 342 مرة، فقد كان شارلي يعلم أن فيرجينيا ليس لدينها الخبرة الكافية إلى جانب سعيه المفرط إلى الكمال، حتى قال عنه المؤرخ هومن مهران بأنه ملك إعادة تصوير المشاهد.
Web Media
Web Media
تعليقات