الصحابة أو أصحاب رسول الله هم المثل والقدوة التي نقتدي بها في الكثير من علاقتنا الاجتماعية والحياتية وفي تعاملاتنا مع الآخرين وفي كل ما يتعلق بأمور ديننا، حتى أنهم ضربوا أروع الأمثال في كيف يجب أن تكون عليه الصداقة في الحياة، وهم الذين تحقق فيهم قول الأصحاب ،هم الأخلاء الذين يساندون ويظلون على العهد مدى الحياة.
فطوال حياة الصاحبة ظلوا على عهدهم في نصرة الإسلام والرسول ص بكل ما أتاهم الله من قوة ومال وعزة، وحتى بعد وفاته حاولوا جاهدين جمع شمل وشتات المسلمين للإبقاء على الرسالة وإعلاء شأن الإسلام، لم ينقص إيمانهم يوما ولم تهمد عزيمتهم طوال حياتهم.
والله سبحانه وتعالى رفقًا بنبيه الكريم ورحمة به اختار له مجموعة من الأخيار ليكونوا الصحابة وخير سند في حياته ورسالته، وقد كان أولهم صديقه المقرب والصحابي الجليل أبي بكر الصديق والذي ضرب لنا أروع مثل في دعم الصديق والوقوف إلى جواره في السراء والضراء.
ليس هو فقط بل كل من وقف إلى جانب النبي والمسلمين خلال الرحلة وهما معروفين وخصهم الله بالمنزلة العظيمة فهما أفضل البشر بعد الأنبياء والرسل، ولم يقتصر منزلتهم على الحياة الدنيا فقط، بل وعدهم الله بالجنة في الآخرة نظير ما صدقوا ونصروا في الدنيا.
من هم الصحابة رضي الله عنهم
لم تستقر تعريفات العلماء على شيء محدد فيما يخص الصحابة رضوان الله عليهم، فكان هناك تعريف لأهل الحديث وتعريف آخر لعلماء الفقه وأصوله:
فأما تعريف أهل الحديث للصحابة بأنهم “لقي النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- مؤمنًا به، ومات على الإسلام؛ فيدخل في من لقيه، من طالت مجالسته له أو قصرت بلا فرقٍ، ومن روى عنه أو لم يرو عنه، ومن غزا معه أيّ من الغزوات أو لم يغز، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه، ومن لم يره لعارضٍ”.
أما عند علماء أصول الفقه فإن الصحابة هما “من طالت مجالسته للنبي صلى لله عليه وسلم، على طريق التبع له والأخذ عنه، بخلاف من وفد عليه وانصرف بلا مصاحبة ولا متابعة”.
وفيما يتعلق بعدد الصحابة فقد تفاوت العلماء في تحديد العدد بشكل دقيق فهناك من العلماء من رجح أن عددهم بلغ مائة وأربعة عشرًا ألفًا، ومع وفاة النبي كان عدد الصحابة ستين ألفًا، وهما من أكملوا رسالة الرسول ص.
ومن الصحابة المعروفين لدينا هما الخلفاء الراشدين والعشر المبشرين بالجنة وكذلك أصحاب بيعة الرضوان، وشهداء غزوة بدر وغزوة أحُد.
الصفات التي ميزت الصحابة رضوان الله عليهم عن باقي البشر
الصدق في القول والإخلاص في العمل على مدار حياتهم مع تعظيم أوامر الله والامتثال لها دون تردد أو مكابرة أو حتى تساؤلات وذلك بسبب صدق العقيدة والإيمان المرسخ بداخلهم.
الزهد في الدنيا فمطلبهم الأول والأخير هو الآخرة والفوز بالجنة ورضوان الله، وهما يعلمان تمام العلم أن العيش عيش الآخرة ولهذا لا تجد بينهم نزاعات ولا صراعات على الدنيا وما فيها.
التضحية بالنفس وكل ما هو غالي فداءً لرسول الله والدعوة الإسلامية، ومن أهم صفات الصحابة أيضًا الشجاعة والبطولة في جميع الغزوات والمواقف والقتال حتى الموت.
الجماعية أهم ما مميز الصحابة ومحاربة التفرقة وكل من يحاول زرعها بين المسلمين.
التوبة المستمرة فعلى الرغم من شدة إيمانهم واتسامهم بالتقوى إلا أنهم كانوا دائمي التقرب إلى الله وإعلان الرجوع إليه مع الاجتهاد في العبادات.
الثقة بالله حتى في أحلك الأوقات لم ينقص إيمانهم ويقينهم في الله ولو ذرة.
التكافل والمؤاخاة كانت من أهم سمات الصحابة التي ساهمت في تقوية أواصل المحبة بين المسلمين.