بحث حول انتشار الإسلام والطرق المتبعة في ذلك

ما أحوجنا اليوم إلى الرجوع لتعاليم الدين الإسلامي الصحيح والبحث والإطلاع حول كيفية انتشار الإسلام والأساليب المتبعة للدعوة إليه، وذلك للرد على المشككين في هذه الطرق فالإدعاءات كثيرة للأسف والجاهلون أكثر الذين يقعون ضحية الأكاذيب الهادفة للتضليل وتشويه صورة الإسلام.

فالكثير من الإدعاءات الغربية بالتحديد تدور حول انتشار الإسلام بالسلاح وإجبار الجميع على دخول هذا الدين، وهذا عار تمامًا من الصحة فالله عز وجل رب السلام ولا يأمر إلا بالسلام، والدين الإسلامي جاء ختامًا لجميع الديانات ليؤكد على السلام والسماحة، فكيف لآخر الأنبياء أن يقوم بعكس ذلك.

ولعل ما آثار شكوك الكثيرين وما دعاهم في الوقت نفسه إلى البحث هو سرعة انتشار الإسلام بالفعل وغزوه العالم وازدياد أعداد المسلمين سواء في حياة النبي الكريم وحتى بعد وفاته وإلى وقتنا هذا، فكيف لهذا الدين أن يكون له تأثير السحر على الكثيرين ويكون سبب في هداية الناس أجمعين.

وحتى لا نستسلم أو نقف عاجزين عن الدفاع والرد على كل المشككين في طرق انتشار الدين الإسلامي وكل من ينقل صورة خاطئة للعالم يعمها السواد والمغلوطات حول هذا الدين، قررنا اليوم فتح هذا الحوار واستعراض الطرق التي اتبعها رسول الله ومن بعده الصحابة في نشر الدين الإسلامي.

بداية ظهور الإسلام

قبل الحديث عن كيفية انتشار الإسلام دعونا نعود للخلف قليلًا ونتذكر بداية ظهور الإسلام وتعرف الناس عليه وطرق تعاملهم معه:

كانت بداية ظهور الإسلام كما نعلم جميعًا في شبة الجزيرة العربية وبالتحديد في مكة مواطن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد نزول الوحي عليه وإخباره بالنبوءة، وبدأ عدد قليل من أصحاب وأقارب النبي الكريم في الإيمان به وتصديق رسالته.

وعلى مدار ثلاثة عشر سنة قضاها الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة بعد الإسلام ظل يدعو هو وأصحابه وكل من آمن به لدين الله الوحيد الذي يمحي ما قبله، وظلت الدعوة سرًا لفترة طويلة خشية على المسلمين من أذى كفار قريش الذين بمجرد معرفتهم بإسلام أحد يقيمون عليه أشد أنواع العذاب حتى يرتد.

الأمر الذي دفع الرسول إلى الهجرة للحبشة لأنه يعلم أن بها حاكم لا يُظلم عنده أحد، ومن هنا بدأ انتشار الإسلام في الأرجاء، إلا أن الانتشار القوي حقًا بدأ مع هجرة الرسول والمسلمين إلى المدينة المنورة وتكوين الدولة الإسلامية، فبدأ الرسول يرسل إلى القبائل المجاورة.

ويعتقد البعض أن غزوات النبي صلى الله عليه وسلم كانت لإجبار غير المسلمين على دخول الإسلام بلى فقد كانت للدفاع عن الدين الإسلامي والتصدي لكل من يحاول المساس بأمن وعقيدة المسلمين، ولم يتم إجبار أحد على الدخول في الإسلام بل كان الأمر اختياري.

أساليب انتشار الإسلام

وصلنا الآن إلى الجزئية الأهم وهي طرق وأساليب النبي والصحابة من بعده في نشر الإسلام وكيفية إقناع الآخرين به، ومن أبرز طرق انتشار الإسلام:

الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة

كان هذا هو النهج الأول الذي قام النبي الكريم بإتباعه منذ معرفته بأمر النبوءة واستمر على هذا طوال سنواته في مكة المكرمة قبل الهجرة، وقد وجد إقبالًا ممن سمعوا عن الإسلام وفهموا مقاصده وغاية الله سبحانه وتعالى من انتشاره.

انتشار الإسلام بالإقناع

البشر ليسوا بالعبيد ولا يجوز التعامل معهم بهذا النهج فالله سبحانه وتعالى كرم الإنسان وخلق له العقل ليبصر به الصواب من الخطأ، وهذا ما حاول النبي ص التعامل على أساسه في نشر رسالاته وهو الإقناع فقد كان يحدث الجميع عن الإسلام ويضع لهم الأسباب والغايات التي تدفعهم للدخول به.

وبفضل هذه السياسة آمن زعماء القبائل في المدينة المنورة بالله وبرسوله وقاموا بمبيعاته في بيعة العقبة الأولى والثانية، ودخل عدد كبير الإسلام دون اقتتال، وكذلك الأمر في الحرب مع التتار ودخولهم الإسلام على الرغم من كونهم المنتصرين في ذلك الوقت.

الفتوحات الإسلامية

لم يخلق الإسلام للسكون والرقود بل كان لابد من انتشاره وفتح جميع بلدان العالم حتى يصل الإسلام إليها، وبالفعل انطلق الفاتحون الذين يحملون تعاليم الدين الإسلامي السمحة وعقيدته السليمة يجوبون الأقطار والأمصار وينشرون الإسلام ويقنعون الجميع به، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليظل على عقيدته مقابل دفع الجزية والعيش في آمان وتأمين المسلمين.

والأكيد أن المسلمين في البداية لم يكونوا يمتلكون من قوة إلا قوة الإيمان، فلم يكن أحد يتصور حينها أن قبائل عربية ضعيفة ستواجه أقوى الإمبراطوريات التي عرفها التاريخ. والاحداث بينت أن المسلمين عانوا من بطش الروم والفرس قبل أن يتواجهوا في معارك فاصلة.

والفتوحات الإسلامية على أية حال كانت منظمة بما يعرف بفقه الجهاد، وهي تعاليم مستمدة من القرآن والسنة تضع ضوابط وشروط لإعلان الحرب على عدو ما وتفصل في كيفية التعالم مع القاتلين ومع الاسرى ومع مختلف فئات العزل بل وحتى مع الحيوان والنبات والحجر.

انتشار الإسلام بالتجارة

كانت التجارة أيضًا من أهم أسباب انتشار الإسلام وساهم بشكل كبير في ذلك، فنظرا لأخلاق المسلمين الأوائل وعلمهم وحسن معاملتهم للآخرين استطاعوا كسب ود غير المسلمين من الشعوب التي كانوا يتعاملون معها، ما سهل أمر دعوتهم إلى دين الإسلام ودخولهم فيه.

ومن أهم المناطق التي انتشر فيها الإسلام عن طريق التجارة نجد خصوصا دول جنوب شرق آسيا كأندونيسيا وماليزيا والفلبين. كما انتشر أيضا بهذه الطريقة في مناطق من الهند والصين وإفريقيا.

Web Media
Web Media
تعليقات