الإسلام رسالة غالية لا يحتملها إلا أشخاص ذوو إيمان عظيم، وعثمان بن عفان كان من أوائل الناس الذين آمنوا بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم وناصر الإسلام بكل عزمه وقوته، والحديث عنه لا يحتاج لبحث واحد بل أبحاث لا تنتهي.
فهو ثالث الخلفاء الراشدين الذي قام المسلمون بالإجماع باختياره للخلافة وتولي شؤون المسلمين بعد اغتيال الصحابي الجليل وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، كما أنه من العشر المبشرين بالجنة الذي من الله عليه بالعتق من النيران ودخول الجنة، وهذا لم يأتي من فراغ.
فالله اختص عبادًا برحمته ومن عليهم بالعفو والرضا، وقد وفق الله عز وجل عبده عثمان بن عفان لطاعته وإعلاء شأن الإسلام، ففي عهده وحتى من قبل توليه خلافة المسلمين لم يقصر قط فيما يستطيع فعله من أجل خدمة الدعوة وانتشارها.
واليوم اخترنا أن نتحدث عن الصحابي الجليل عثمان بن عفان والأحداث التي أثرت في حياته بشكل كبير، بالإضافة إلى أبرز مواقفه في الإسلام ورحلته من بداية إسلامه وحتى وفاته رحمة الله عليه.
نسب عثمان بن عفان
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب من سادة القبائل في الجاهلية، وكان ذا صيت وشعبية في الجاهلية حيث كان يتمتع بالسمعة الجيدة ونجح في نيل محبة واحترام الجميع، حتى جعل الناس يلجؤون لاستشارته في كافة الأمور.
وعثمان الذي ولُد قبل عام الفيل بست سنوات كان صاحب خلق عظيم فلم يقم بالسجود لأي صنم حتى قبل إسلامه ومعرفته بدين الله، ولم يقترب من الخمر أو الموبقات، فكان صاحب حدس قوي يخبره بأن هذا الكون لا يمكن أن يكون صاحبه صنم.
قصة إسلام عثمان بن عفان
عمل عثمان بن عفان بالتجارة وتميز فيها وساعده في ذلك مهاراته العقلية وخبراته، وكان دائم السفر والتنقل ما بين الشام والحبشة بسبب هذه التجارة، كما كانت سببًا في تقوية علاقته بالصحابي الجليل أبي بكر الصديق الذي كان يعمل هو الآخر بالتجارة.
وكما نعلم كان الصديق أول الرجال الذين آمنوا بالرسول صلى الله عليه وسلم وصدقوا رسالته، وقد قام بالحديث مع عثمان بن عفان عن الإسلام ودعاه للدخول فيه وقد صدقه بالفعل عثمان وذهب ليبايع النبي الكريم، وكان الرجل الرابع الذي دخل في الإسلام.
ولم علم عم عثمان بن عفان بقصة إسلامه غضب بشكل شديد حتى أنه قام بحبسه وتعذيبه حتى يعود عن دينه الجديد ويعود لدين أبائه، إلا أن صمود وتباث عثمان أمامه وبقاءه على الدين الإسلامي جعله يشعر باليأس تجاه إرجاعه عن الإسلام وقام بتركه.
أعمال عثمان بن عفان
بلا شك أن إسلام عثمان بن عفان كان بمثابة مكسب وانتصار كبير للإسلام حيث كان من الشخصيات القوية التي لا تخشى في الله لومه لائم، كما أنه كان صاحب مواقف جليلة وأثرى الإسلام بالعديد من الأعمال والتي منها:
- قيامه بشراء بئر رومة في المدينة المنورة والذي كان في السابق ملكًا لرجل يهودي وكان هامًا للغاية بالنسبة للمسلمين فقام بشرائه وجعله في خدمة المسلمين.
- أضاف بعض التوسيعات لكل من المسجد النبوي والمسجد الحرام.
- جهز جيش العسرة بنحو تسعمئة وأربعين بعيرًا وزاد من قوته بانضمام ستين فرسًا إليه.
- قام بمد الرسول صلى الله عليم وسلم بنحو عشرة آلاف دينار وهو ما ساهم في زيادة قوة المسلمين.
- بعد خلافته توسعت الدولة الإسلامية بشكل كبيرة وتم فتح كل من: قبرص، أرمينية، وخرسان.
- تم في عهده إنشاء أول أسطول بحري إسلامي لحماية شواطئ المسلمين من الهجمات البيزنطية.
- قام عثمان بن عفان بجمع القرآن الكريم بلهجة واحدة وهي لهجة قريش.
صفات عثمان بن عفان
- تميز الصحابي الجليل بالعديد من الصفات العظيمة فكان شديد الكرم وواسع الإنفاق في سبيل الله.
- اتصف عثمان بشدة حيائه حتى أن الملائكة كانت تستحي من شدة حيائه.
- لقُب بذي النورين وذلك بسبب زواجه من ابنتين الرسول صلى الله عليه وسلم وهما رقية وبعد وفاتها بأم كلثوم.
استشهاد عثمان بن عفان
في الثامن عشر من ذي الحجة من السنة الخامسة والثلاثين طالت أيادي الغدر من جماعة المارقة خليفة المسلمين عثمان بن عفان وتم استشهاده عن عمر يناهز 82 عامًا.