فهرس البحث
شهدت حياة الرسول صلى الله عليه وسلم العديد من المراحل الانتقالية التي لم تؤثر فقط في حياته بمفرده ولكنها أثرت بشكل كبير في انتشار الدين الإسلامي أيضًا ومن أهم هذه المراحل هي فترة الهجرة إلى المدينة، حيث كانت مكة المكرمة، التي أجبر على تركها، من أحب الأماكن إلى قلب النبي.
كما كان يعز عليه كثيرًا مفارقتها ولكن الأمر قد أوجب ذلك خاصةً بعد اشتداد الأذى من قبل مشركي قريش للرسول ص والمسلمين منعًا لانتشار الإسلام وإجبار الكثير ممن اعتنقوا الإسلام عن الرجوع لأصلهم، هذا إلى جانب العديد من الأسباب الأخرى التي سوف نتحدث عنها بشكل تفصيلي.
وفي الحقيقة على الرغم من تيقن النبي الكريم من أن قرار الهجرة وهو القرار الإلهي الذي أمر الله عز وجل به رسوله، هو الحل الأنسب للمسلمين ولاستكمال مسيرة الدين الإسلامي وانتشاره إلا أنه عز على قلبه كثيرًا مفارقته لموطنه الأصلي الذي ولُد وعاش به عمره بالكامل.
تاريخ الهجرة النبوية الى المدينة
حدثت الهجرة في السنة الثالثة عشر للبعثة، وكانت خطوة هامة ساهمت بعد ذلك في خير عظيم للمسلمين، وبفضلها تم الرجوع إلى مكة من جديد وفتحها ونشر الإسلام بها بعد اشتداد عزيمة المسلمين وتكوين جيش قوي يقهر الكافرين.
أسباب الهجرة إلى المدينة
كما سبق وذكرنا أنه هناك عدة أسباب دفعت نبي الله محمد ص إلى الهجرة إلى المدينة ومن أبرزها:
- الهجرة هي سُنة من سنن الأنبياء وذلك للمساهمة في انتشار الإسلام وإعلاء شأنه، فالاستقرار لا يضمن وصول الإسلام إلى كافة أنحاء العالم، كما أن هناك ظالمين يتوجب حسابهم.
- الهجرة إلى المدينة كان الدافع الأول لها التخلص من المؤامرات والمخططات الخاصة بكفار قريش لقتل الرسول والمسلمين للحد من انتشار الإسلام.
- بلوغ الأذى مداه حيث كان كل من يدخل في الإسلام ويتم معرفة الكفار بالأمر يعاقب ويتعرض للأذى الشديد حتى يكون رادع لمن يرغب في دخول الإسلام.
- اختيار المدينة المنورة بالتحديد لهجرة الرسول مع الصحابة والمسلمين كان بسبب ترحيب الأنصار الشديد لاستقبال الرسول خاصة بعد دخول الإسلام بها وزيادة عدد المسلمين، كما تم تهيئة الأماكن للاستقبال والإقامة.
- وصول الدعوة الإسلامية إلى نهايتها في مكة خاصةً بعد تعرض الصحابة لأشد أنواع التعذيب والذي كان يصل إلى القتل، وتفكير الرسول ص في الحاجة إلى دولة إسلامية على أسس صحيحة.
- الرغبة في انتشار الدين الإسلامي ووضع قواعد الدولة الإسلامية العالمية وتوسيع النطاق الضيق الذي بدأت فيه في مكة وعدم تقبل أهلها للدعوة.
خطة النبي ص حول الهجرة إلى المدينة
علم المشركين في قريش بنية وخطة الرسول صلى الله عليه وسلم بالهجرة من مكة إلى المدينة، وهو ما جعل سادتهم يقررون الاجتماع في دار الندوة للتخطيط ومنع النبي من الهجرة وقتله.
ولكون الرسول ص كان أكثر حكمة من الجميع وضع بعض الشروط والأسباب التي مع الأخذ بها يحدث النجاة، وكان تخطيط النبي ص للهجرة على النحو التالي:
- تم تقسيم المسلمين وتهجيرهما على دفعات حتى لا تلاحظ قريش وتقوم بالتعدي عليهم خلال الهجرة.
- وقرر النبي الكريم إخبار أبي بكر الصديق بموعد الهجرة للاستعداد للانطلاق معًا.
- بعد إخبار جبريل عليه السلام للرسول بخطة المشركين لاقتحام منزله وقتله، أمر ابن أخيه علي بن أبي طالب أن ينام في فراشه هذه الليلة، وخرج هو على المشركين وقام برميهما بحفنة من التراب وترديد آيات من القرآن الكريم فلم يلاحظ أحد خروجه.
- انطلق إلى منزل الصديق وقرر تغير الطريق حتى لا يتوقع المشركين ويقوموا باللحاق بهما، وخلال رحلتهما قام بالاختباء في غار ثور ثلاثة ليالي، وكانت حينها أسماء بنت أبي بكر تمدهما بالمؤونة، وأتفق النبي أيضًا مع راعي غنم للتتبع أقدام النبي وأبو بكر ومسح أثارها بقدمه ومع الغنم.
- هذا وشهدت الهجرة إلى المدينة إحدى المعجزات خاصة بعد علم كفار قريش بخروج النبي ص للهجرة، أرسلت أمهر القادة والفرسان للبحث عن الرسول وقتله وبالفعل تم وصولهما إلى غار ثور حيث يختبئ النبي وصاحبه إلا أنهم وجدوا خيوط العنكبوت تغلق فتحة الجبل.
- وبالفعل أكمل النبي والصديق طريقهما ونجحت الهجرة إلى المدينة.
نتائج الهجرة إلى المدينة
- بداية التقويم الهجري الإسلامي.
- وضع حجر الأساس لبناء دولة إسلامية عالمية قوية.
- انتشار الدين الإسلامي ووصوله لأرجاء عديدة ومعرفة الكثير من الأقوام به.
- تكوين جيش إسلامي قوي وتآخي كل من المهاجرين والأنصار.