إسلام

بحث حول أبي بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين محارب المرتدين وجامع القرآن الكريم

أبو بكر الصديق سيرته ومكانته في الإسلام

3
(7)

أبو بكر الصديق : حظي العالم الإسلامي بأروع الشخصيات التي يمكننا الحديث عنها بشغف واستخلاص الكثير من العبر من وراء التأمل في حياتهم ومواقفهم في الإسلامي.

واليوم اختارنا الحديث عن أعظم مثل في الصدق والصداقة والإخلاص وهو أبي بكر الصديق، رفيق وخير سند للنبي الكريم في رحلته، وخير نصير للإسلام حتى بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.

فمع فجر الإسلام ومعرفة النبي الكريم بأمر النبوة وكان أول من آمن به من أصدقائه ليس فقط من حيث الإيمان الظاهري ولكن أيضًا بقلبه وأفعاله، فلم يتخلى عنه قط ووهب حياته في نصرة حبيبه ورفيقه ونصرة الإسلام وإعلاء شأن الحق، وهو ما جعله نموذجا يحتذي به العالم وتضُرب به الأمثال في العديد من المواقف.

ولأبي بكر الصديق العديد من المواقف التي تستحق أن تدرس، ونحن اليوم سنسلط الضوء بشكل عام على حياته وإسلامه وانجازاته منذ إسلامه وحتى وفاته رضي الله عنه.

نسب أبي بكر الصديق

لكل من لا يعرف فهو عبد الله بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي.

ولد في مكة المكرمة وهو أول الخلفاء الراشدين الذين تولوا الخلافة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ليحافظ على وحدة المسلمين من التشتت والفرقة، هذا ويعُد أبي بكر الصديق أحد العشر المبشرين بالجنة.

كان من أشراف مكة المكرمة عمل بالتجارة وكان ممن يحرمون الخمر ولم يقتنع بعبادة الأوثان حتى في أيام الجاهلية قبل معرفته بالإسلام.

وبحكم عمله في التجارة كان ينشغل كثيرًا بالسفر بين البلدان والتنقل المستمر، وهو ما جعله يفكر مليا في أحوال الكون وإبداع خلقه، الأمر الذي زاد من عدم اقتناعه بعبادة التماثيل التي لا تضر ولا تنفع.

إسلام أبي بكر الصديق

بسبب عمله في التجارة كان أبي بكر الصديق شديد القرب من النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما أنه كان محبا للعلم والإطلاع باستمرار، حيث تعلم كثيرًا عن شرائع الأمم السابقة الخاصة باليهود والنصارى والتي أشارت عن مولد خاتم الأنبياء.

وهو ما سهل عليه الاقتناع وتصديق النبي صلى الله عليه وسلم بمجردة معرفته بالنبوة، وكان أول الرجال الذين دخلوا في الإسلام ولم يكتفي فقط بتصديق الرسول بل كان خير سند ومعين له خلال رحلته وتحمل معه أذى المشركين.

خلافة أبي بكر الصديق

حروب الردة وتأمين الحدود

مباشرة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بايع الصحابة وعامة المسلمين أبا بكر الصديق خليفة لهم وتمت مبايعته اعتمادا على مبدأ الشورى. وعند مبايعته خطب في الناس فقال رضي الله عنه:

“أيها الناس، إنى قد وليت عليكم ولستُ بخيركم، فإن أحسنت فأعينونى، وإن أسأت فقومونى، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوى عندى حتى آخذ له حقه، والقوى ضعيف عندى حتى آخذ منه الحق إن شاء الله تعالى، لا يدع أحد منكم الجهاد، فإنه لا يدعه قوم إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة فى قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعونى ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لى عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله”

وقد كان الإسلام قد انتشر بين القبائل العربية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن مباشرة بعد وفاته بدأت بعض القبائل انقلبت بعض القبائل عن إسلامها فارتدت وأعلنت أخرى عن امتناعها عن تأدية الزكاة والتي تشكل أحد اركان الإسلام ، بل ظهر في بعضها مدعون للنبوة.

كانت خلافة أبي بكر رضي الله عنه حاسمة في التمكين للإسلام ووضعه على الطريق الصحيح بعيدا عن الفرقة والابتداع، حيث واجه رضي الله عنه القبائل المتمردة بكل حزم فكلف أسامة بمحارتها حتى تعود عن ضلالها فقال قولته الشهيرة:

“والله لو منعوني عِقَال بعير كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم عليه.”

ولم يكتف أبو بكر الصديق بمحاربة القبائل الخارجة عن شرع الله، بل واجه أيضا الأخطار الخارجية المتمثلة في أقوى امبراطوريتين آنذاك وهما الفرس والروم. حيث أجبر الفرس على دفع الجزية في الحيرة وهزم الروم في اليرموك.

وهكذا وبفضل إصرار أبي بكر على التمسك بمنهج النبي صلى الله عليه وسلم استطاع توطيد دولة الإسلام الوليدة في بيئة معادية وفي ظرف زمني قياسي. وما كان على الخلفاء الراشدين الذين أتوا من بعده إلا السير على خطاه لنشر الإسلام في ربوع الأرض.

جمع المصحف في عهد أبي بكر

بسبب الحروب الكثيرة التي تمت الإشارة إليها سابقا من أجل توطيد الإسلام وبناء الدولة استشهد كثير من حفظة القرآن ، وخشية على كتاب الله عز وجل أشار عمر  بن الخطاب رضى الله عنه على الخليفة أبي بكر الصديق بضرورة جمع القرآن الكريم.

وكانت العرب تعتمد على الحفظ أكثر من التدوين في حفظ القرآن و السنة والشعر والقصص والأخبار. وكان القرآن الكريم مكتوبا على سعف النخيل، والجلد، والعظام. فأعطى أبو بكر رضي الله عنه أمره لزيد بن ثابت معية بعض الصحابة لجمع القرآن وتدوينه في “مصحف” بكل دقة على الترتيب الذى أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أشهر ألقاب أبي بكر الصديق

لقُب الصحابي الجليل أبي بكر الصديق بالعديد من الألقاب والتي كان أهلا لها، ومن أبرز هذه الألقاب التي اشتهر بها:

  • الصديق وهو اللقب الشائع الذي ارتبط باسمه ارتباطًا وثيقًا وذلك لكونه صدق الرسول الكريم ولم يتزعزع يومًا عن الإيمان به وكان أول الرجال الذين آمنوا به.
  • العتيق وذلك بسبب عتقه من النيران وتبشير النبي الكريم صلى الله عليه وسلم له بالجنة.
  • الصاحب والصديق فهو حقًا كان خير الصاحب في رحلة الرسول صلى الله عليه وسلم وصديقه حتى النهاية وكان يبديه على نفسه.
  • الأتقى وذلك بسبب حرصه على شراء العبيد المسلمين ومن ثم يعتقهما لله دون مقابل، وكان شهير بذلك حتى أنه لقُب بالتقي.
  • الأواه بسبب خشيته من الله عز وجل ومراعاته في جميع الأمور والتفاصيل.

وفاة أبي بكر الصديق

بعد رحلة طويلة من نصرة الحق وإعلاء راية الإسلام جاء اليوم الأصعب على المسلمين وهو يوم وفاة أبي بكر الصديق عن عمر يناهز الثلاث وستين عامًا.

وكان ذلك في السنة الثالثة عشر للهجرة وبالتحديد في اليوم الثاني والعشرين من شهر جماد الآخر ، وذلك بعد مرضه ما يقرب من خمسة عشر يومًا.

Print Friendly, PDF & Email

يسعدنا أن نعرف تقييمك للمقال

اضغط على نجمة لتقييم المقال

النتيجة

كن أول من يقيم المقال

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق