أدب

بحث حول الشنفرى الشاعر الصعلوك صاحب لامية العرب وقاتل 99 رجلا من قبيلته

3
(4)

نبذة عن حياة الشنفرى

الشنفرى شاعر من الشعراء الصعاليك الذين عاشوا في العصر الجاهلي وتضاربت الروايات حول نسبه وغزواته وحياته عموما. ويرجح أن ينتمي إلى قبيلة الأواس بن الحجر الأزدية اليمنية، وهو قحطاني النسب، ومعنى اسمه غليظ الشفاه، كانت أمه حبشية، وقد ورث عنها سواد البشرة.

نشأ في قبيلة فهم رغم نسبته إلى قبيلة الأزد، وقيل أن سبب ذلك أن قبيلته “الأزدية” قتلت أباه، فما كان من أمه إلا أن تحولت عنها إلى قبيلة فهم.
ولذلك فكان الشنفرى يخص بغزواته قبيلة الأزد محاولًا الاقتصاص منهم.

يقال أن تأبط شرًا وهو أحد الصعاليك، هو الذي حرضه على الصعلكة، واستمر الشنفرى في مهاجمة قبيلة الأزد حتى قتل منهم تسعة وتسعين رجلًا، لكنهم رصدوا له كمينًا في النهاية فأوقعوا به وقتلوه ومثلوا به تمثيلًا.

ومن خلال قصائده يتضح أنه كان هزيلًا نحيلًا، يلبس ثيابًا بالية، ونعالًا مقطعة. وعرف عنه أيضا أنه كان سريع العدو “يسبق الخيل” حتى قيل “أعدى من الشنفرى”.

شعر الشنفرى

  • له ديوان شعر صغير طبع في لجنة التأليف والترجمة والنشر بمجموعة الطرائف الأدبية.
  • اشتهر بلامية العرب، وهي تحكي حياة الصعلوك وروحه البدوية الوحشية.
  • كتب قصيدة تائية العرب والتي وضحت الكثير عن حياته.
    لامية الشنفرى “لامية العرب”
  • قيل عنها في مقولة تنسب إلى عمر بن الخطاب، ويذكر أنها حديث ضعيف عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكننا غير متأكدين من ذلك:

“علـّموا أولادكم لامية العرب، فإنها تعلمهم مكارم الأخلاق”

مطلع لامية الشنفرى أو لامية العرب

أقيموا بني أمّي  صـدورّ مطيـكمْ ::::: فأنـّي إلى قوم ٍ سـواكمْ لأميلُ
فقدْ حُمّتِ الحـاجاتُ والليـلُ مقمرٌ ::::: وشـُدّتْ لطيّـاتٍ مطايا وأرحلُ
إنَّ الذي بيني وبين بني أبي ::::: وبيـن بني عمي لمختلفٌ جدا
إذا أكلوا لحمي وفرتُ لحومهمْ ::::: وإنْ هدموا مجدي بنيتُ لهم مجدا

ونجد هنا شعورا عميقا لدى الشنفرى بالغربة والألم، وإحساس النبذ من القبيلة، فهو يخاطبهم بصلة الأمومة، وهي أقرب الصلات إلى العاطفة والقرابة، وأكثر ما يفتقده الصعلوك الطريد، ليقول لهم ها أنتم أقرب الناس في الصلة وأبعدهم في نفس الوقت، ويذكر ما فعلوه معه ومع أبيه.
ويقول فيها أيضًا:

وفي الأرضِ منأى للكريم عـن الأذى ::::: وفيها لمنْ خافَ القِلى مُتعزّلُ
لعمركَ ما في الأرضِ ضيقٌ على أمرىءٍ سرى راغباً أو راهباً وهو يعِقلُ
ولي دونكمْ أهلونَ ســـيدٌ عملـّسٌ ::::: وأرقط ُ ذهلولٌ وعرفاءُ جيألُ
همْ الرهط ُ لا مستودعُ السـرّ ذائعٌ ::::: لديهمْ و لا الجني بما جرَّ يُخذلُ
وإنْ مُدّتِ الأيدي إلى الزّادِ لـمْ أكنْ ::::: بأعجلهمْ إذْ أجشـعُ القوم ِأعجلُ
وما ذاكَ إلاّ بسطة ٌ عـنْ تفضل ٍ ::::: عليهمْ وكانَ الأفضلِ المُتفضّلُ

وفي هذه الأبيات يشعر الشنفرى في نفسه بالتمييز الطبقي في قبيلته، ربما لفقره ولأنه ذو أصل حبشي، ما جعله يترك كل ذلك وينأى بنفسه بعيدًا عن النظم القبلية ويسكن الصحراء، فيقول الأرض واسعة ولي منأى فيها عن الأذى، ويستأنس فيها بحيوانات الصحراء فيقول لي فيها أصحاب كالذئاب والضباع.

القصيدة التائية

يقول في مطلعها

ألا أم عمرو أجمعتْ  فاستقلتِ ::::: وما  ودّعتْ جيرانها إذ ْ تولـّتِ
وقد  سبقتنا أم عمرو  بأمرهـا  ::::: وكانتْ بأعناق المطي أظلـّتِ
بعيني ما أمستْ فباتتْ فأصبحتْ ::::: فقضّتْ أموراً فاســــتقلتْ فولّتِ
فوا كبدا على أميمةَ َبعدما  ::::: طمعتُ فهبها نعمةَ َالعيشِ زلّتِ
لقد أعجبتني لا سقوطاً قناعهــا :::::  إذا ما مشت ولا بذاتِ  تلفّتِ

وعن هذا الموقف فإن زوجته أميمة كانت قد هجرته وذهبت دون أن تخبره أو تخبر أحدًا من الجيران، ولكنه لم يغضب ويتذمر ويتوعد لها، بل قال عنها أنها رائعة بقوله بعيني وفوا كبدا، وأنها أعجبته بموقفها إذ لم تسقط قناعها وتبدي حسنًا مصطنعًا .

يقول في قصيدته التائية عن مواجهاته مع بني سلمان الازديين:

جَزَيْنا سَلاَمَانَ بنَ مُفْرِجَ قَرْضَها ::::: بما قَدَّمتْ أَيديهِمُ وأَزلَّتِ
وهُنِّيءَ بِي قومٌ وما إِنْ هَنأْتُهُمْ ::::: وأَصبحتُ في قومٍ وليْسوا بمُنْيَتي
شَفَيْنَا بِعَبْدِ اللهِ بَعْضَ غَلِيلِنَا ::::: وعَوْفٍ لَدَى المَعْدَى أَوَانَ اسْتَهَلَّتِ
وإِنِّي لَحُلْوٌ إِنْ أُرِيدَتْ حَلاَوَتِي ::::: ومُرُّ إِذا نَفْسُ العَزُوفِ اسْتَمرَّتِ

فيقول فيها أنه جزى سلمان بما صدر منهم نحو أبيه، وحزنه لكونهم أهله ولم يستفيدوا من قوته وبأسه، ولما آلت إليه الأمور بينهم، ويقول أنه شفى غليله حين قتل رجلين منهم وهم عبد الله وعوف.

وفاة الشنفرى

وهكذا استمرت حياته في مغامرات وغارات، حتى قتله قومه من بني الأزد نحو 525م، ومثلوا به، فيقال أنهم قطعوا جسده ورموا به إلى السباع، وقيل أن رجلًا عثر على جمجمته فدنا منها، فمات إثرها الرجل، وبذلك بلغ قتلاه مئة رجل، ويبدو أن هناك خيالًا أسطوريًا في نسج هذه القصة.

Print Friendly, PDF & Email

يسعدنا أن نعرف تقييمك للمقال

اضغط على نجمة لتقييم المقال

النتيجة

كن أول من يقيم المقال

الوسوم

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق