تاريخ
بحث حول جنكيز خان القائد المغولي الذي حكم أكبر إمبراطورية في التاريخ
فهرس البحث
مولد جنكيز خان
- ولد جنكيز خان بمنطقة نهر أوتون عام 1155م، كما قال بعض المؤرخين أنه ولد عام 1167 م.
- والده هو القائد المغولي يوسكاي والذي كان يقاتل التتار حينما جاءه خبر ميلاد ابنه جنكيز، وكان يوسكاي قد ظفر بحربه مع التتار وقتل قائدهم تيموجين، وبعد عودته إلى بيته منتصرًا ورؤيته لابنه المولود وجد بقبضة يده قطعة من الدم الجامدة، أحس يوسكاي أن هذه علامة على انتصاره فقام بتسمية الابن باسم تيموجين تخليدًا لانتصاره، وتعني تيموجين “الرجل الفولاذي”.
صفات جنكيز خان الجسمية
- كان جنكيز خان طويل القامة، متين البنية، أصلع الرأس، لديه بعض الشعيرات رمادية اللون برأسه، شبهت عيناه بعيون الهر لدهائه ومكره.
بداية سطوع نجم جنكيز خان
- ظهرت براعة تيموجين “جنكيزخان” وهو في السابعة عشر من عمره؛ حين اتحد مع بورتشو “والذي أصبح صديقا له بعد ذلك” في مطاردة اللصوص واسترجاع الخيول التي سرقت منه، وهنا بدأ تيموجين يلفت الأنظار إلى قوته وشجاعته في مراماة الأعداء وصفاته القيادية.
- اجتمع زعماء المغول واتفقوا على تولية تيموجين “جنكيز خان” أمر القبائل المغولية، وقد لاقى ذلك ترحبيًا كبيرًا من قبل زعماء القبائل وخاصة أصدقاء والده والذين توسموا فيه بأنه سيكون خير قائدٍ لهم.
- حين استلم جنكيز خان مقاليد الحكم بدأ في توزيع الوظائف الحربية على المقربين منه، فجعلهم حرسًا خاصًا لهم، ولم ينسى اصدقائه القدامى خاصةً صديقيه بورتشو وجيلمي، ومن المأثور عنه أنه قال لهم:
“إنني لا أنسى أنكما كنتما رفيقي حينما لم يكن لي رفاق، ولذا جعلت لكم الرياسة على جميع هؤلاء”.
- ثم وجه الخطاب الى رعاياه فقال:
“إنكم جميعا تخليتم عن جاموكا، وحرصتم على الانحياز الى جانبي، فأنتم جميعا يا أصدقائي القدامى خير رفاق لي في المستقبل”.
- كما قام بوضع قوانين “الياسا” والتي وضعت النظم والقوانين التي تحكم دولته وكان بمثابة دستور عسكري واجتماعي حازم للمغول ينص على الطاعة العمياء للخان.
حروب جنكيز خان وتوحيد القبائل تحت زعامته
- يرجع إلى جنكيز خان الفضل في توحيد القبائل المغولية، واتساع نفوذ الدولة المغولية في العالم، حيث استطاع الاستيلاء على معظم قارة آسيا، بما فيها الصين وروسيا وشرق أوروبا وأجزاء من الشرق الأوسط.
- حارب جنكيز خان قبيلة كرايت عام 599 هجريا – 1203 م وملكها وانغ خان، حتى فرض سيطرته عليها، ثم استمر في توسعاته حتى فرض سيطرته على مناطق كثيرة بإقليم منغوليا، وحتى صحراء جوبي، كما ضرب الكثير من معاقل التتار، وحارب قبائل النيمان وهي أكبر الدول بوسط آسيا وانتصر عليها.
- إن توحيد جنكيز خان للقبائل المغولية كان نقطة البداية لانطلاق امبراطورية كبيرة تسمى الامبراطورية المغولية، فبدأ جنكيز خان في التحرك نحو بناء مواجهة الخصوم متعددي الجنسية كالجبهات الصينية فشملت عملياته العسكرية حروبًا ممالك التانغوت وكين.
- فقام بثلاث غزوات ضد مملكة التانغوت اعوام 602 /604/606 هجريا واكتسح جميع اراضيها ولم يستولي على عاصمتها الا بعد حصار طويل وبعد موافقة ملكها على القبول بالسيادة المغولية ودفع الجزية، واستمر جنكيز خان في حروبه حتى استولى على مملكة كين.
حروب جنكيز خان ضد الخوارزميين
- كانت الدولة الخوارزمية آنذاك قد بلغت اقصى اتساعها وبدأت في التصادم مع الخلافة العباسية، وكان لدى جنكيز خان بعض الأسباب التي أدت إلى رغبته الملحة في القضاء على الخوارزميين ومنها مقتل بعض تجار المغول، وبلوغ المغول أوج ازدهارهم واستيلائهم على كل المناطق المحيطة ورغبتهم في الانفراد بالزعامة والسلطة.
- بدأت الحرب بين المغول والجيش الخوارزمي وقام جنكيز خان بمحاصرتهم من كل اتجاه فقسم جيشه البالغ 150 ألف جندي إلى أربع جيوش، ونجح في الاستيلاء على اقليم خوارزم وأسر تركان خان والدة السلطان وأبنائه وبناته، وحين وصلت تلك الأخبار الى السلطان علاء الدين خوارزم شاه قام بالفرار إلى بحر قزوين وساءت حالته النفسية حتى توفي في 617 هجريا..
شخصية جنكيز خان
- تمتع جنكيز خان بشخصية قيادية ذات طراز رفيع، أتاحت له شخصيته القوية فرض سيطرته على نصف دول العالم في ذلك الوقت، كما كان جنكيز خان يتمتع بصفات المحارب والقائد والحاكم معًا فكان ينظم الجيش، ويضع الاستراتيجيات الحربية، ويختار أعوانه بجدارة، كما عرف عنه سخاؤه وكرمه في مكافأة جنوده.
- قيل عنه أنه ظل يتمتع بصحة عقلية وبدنية حتى وفاته، كما أنه لم ينغمس في التطرف الجنسي قط، كما كانت من هواياته المفضلة لعبة البولو ورحلات الصيد.
- لم يكن جنكيز خان يمانع شرب الخمر، بل كان يتناوله دون أن يحاول الوقوع تحت سيطرته، فكان يقول:
“إذاالمرء لم يستطع الامتناع عن الخمر، فليكتف بالشرب ثلاث مرات في الشهر وإن هو فعل أكثر من ذلك فإنه يرتكب جريمة بحق نفسه، وإذا شرب مرتين في الشهر فذلك أفضل، وإذاشرب مرة واحدة في الشهر فذلك أعظم فضلًا، وإذا لم يشرب المرء خمرًا بالمرة فذلك يكون عملًا عظيمًا يستحق الثناء والتقدير”.
شجاعة جنكيز خان وتقديره للآخرين
- ان شجاعة جنكيز خان لا غبار عليها والدليل على ذلك انتصاراته والمدن والبلاد التي فرض سيطرته عليها، ونضيف إلى شجاعته المتعارف عليها أنه كان يقدر الآخرين الشجعان، فنذكر أنه في نهاية المعركة التي انتصر فيها على السلطان الخوارزمي جلال الدين عند نهر السند عام 1221 م، أعجب جنكيز خان بشجاعة الخصم الشاب فقال فيه: “كمثل هذا يجب أن تلد النساء”.
- تميزت شخصية جنكيز خان بشدة الغيرة على كل ما يمتلكه.
- كما أنه كان صديقًا مخلصًا ومقدرًا دائمًا لكل من يقف بجانبه ويعاونه ضد أعدائه، فكان يمدهم بالنصائح القيمة كوصيته إلى سوبوداي، حين أرسله إلى المركيت عام 1216 م والتي كتب له فيها:
“سيكون عليك لبلوغ هدفك أن تسير عبر مضائق جبلية عالية، وأنهار كثيرة، وكلما ضاقت الطريق دعت الحاجة إلى مداراة خيالتك والاقتصاد في مؤونتك، حتى لا ترهق خيلك قبل ان تدرك العدو، وعليك أن تنتبه دائمًا لكي لا يتسبب اللجام أو الحزام تحت الذيل بجرح مطاياك، وإذا خالفك أحد فابعث به إليَ اذا كنت اعرفه وإلا فعاقبه بنفسك”.
- فقد كان جنكيز خان يشيد بنجاحات قواده ويشجعهم عليها، ففي عام 1223 م قام بالثناء على نتائج حملة القائد سوبوداي مع زميله جيبة.
- يعود لجنكيز خان الفضل الأول في جميع انتصارات المغول المدوية وبعد وفاته فإن المغول لم يحققوا انتصاراتٍ كالتي حققها تيموجين.
- إن كل ما سبق وما دل على صفات جنكيز الحسنة لا يجب أن ينسينا فظاعته وقسوته، ولا ينسينا ما ارتكبه من مذابح وحشية مثله كمثل غيره من المغوليين وما عرف عنهم، حتى انه قيل على لسانه:
“إن أعظم مسرة للمرء هي هزيمة أعدائه، وطردهم أمامه، والاستيلاء على كل ما يملكون، ورؤية أعزائهم يبكون، وامتطاء خيولهم، وضم نسائهم وبناتهم بين ذراعيه”.
سخاؤه وكرمه
- كان جنكيز خان سخيًا في مكافأة جنوده ممن يظهرون شجاعة فائقة، وكان معروفًا بالجود والكرم، كما كان مفرط الغيرة في كل شيء تحت امتلاكه.
اختيار جنكيز خان لجنوده
- تميزت شخصية جنكيز خان بقدرته على اختيار رجاله فقد كان جنكيز خان يعين قادته من بين حرسه الخاص، وبذلك جعل قيادة القوات العسكرية في جميع أنحاء الإمبراطورية بأيدي رجال يعرفهم معرفة شخصية مباشرة، وقد اختبرهم بنفسه، وقد قيل على لسانه:
“إن من يدبر بيته أحسن تدبير يتمكن من إدارة المملكة”.
- وقال أيضًا:
“من تمكن من إدارة عشرة أفراد، وأحسن سوقهم، تيسر له جيشٌ عظيم”.
كما تميز جنكيز خان بقدرته على اختيار الرجال الذين يضعون الخطط الحربية وينفذونها خير تنفيذ تحت إشراف منه، حيث كانت جميع القرارات ترجع لسلطته في النهاية، ومن أعظم قواده موخالي في الصين، وسوبوداي وجيبة في روسيا وفي أوروبا الشرقية، ويذكر في تاريخ جيوشه أثناء رحلة انتصاره في جبال أفغانستان أن جيه سار عبر الطريق دون أن يتعرض ولو مرة للخطر، واستطاع جنكيز خان أن يكون بذلك حاكمًا على نصف العالم وسيدًا مطلقًا له.
المصدر
المغول بين الإنتشار والانكسار/ د.على الصلابي