بحث عن الخوارزمي ونشأته ومخترعاته ودور مؤلفاته في علم الرياضيات

تعريف الخوارزمي

محمد بن موسى الخوارزمي، هو عالم مسلم ولد ببغداد عام 780 ميلادي في عصر العباسيين وقت حكم الخليفة المأمون، وأصوله ترجع لخوارزم (منطقة بخيوا في أوزباكستان حاليا).

مكت الخوارزمي في بغداد للإستفادة من “خزانة الحكمة” وهي مكتبة قام الخليفة بتأسيسها عام 832 م بغرض نشر العلم والاستفادة مما تركه العلماء اليونانيون من العلوم، ووضع ترجمات لذلك التراث الثري بالمعارف والخبرات، ولم يجد المأمون أكثر عطاء من الخوارزمي ليعينة في أحد المناصب الهامة بها، لإنغماسة الملحوظ في العلوم و الآداب، فتولى إدارتها لمدة عشرون عاما وهي الفترة – من العام 813 م وحتي عام 833 م – .

وأستطاع في تلك الفترة التعرف على العلوم التي وجدت بالمكتبة والتي تنتمي للهند واليونان، وقام بدراسة العلوم الفلكية والرياضية، وتقديم عدد من الاعمال الهامة في علم الجبر وحساب المثلثات والجغرافيا ورسم الخرائط، وقام بتأليف عدد من الكتب، ونسبت إليه كلمة “خوارزمية” المشتقة من إسمه وكلمة “الجبر” الدالة على علم الجبر.

أما عن وفاتة فكانت سنة 850 ميلاديا في بغداد.

أعمال الخوارزمي:

علم الجبر:

ذكر في مقدمة إبن خلدون أن الخوارزمي كان أول من أسس علم الجبر، وكلمة “Algorithm” التي تم تحريفها من كلمة “الخوارزمي” تطلق على الطريقة المتبعه لحل المسائل رياضيا.

الأرقام العربية (الهندية):

قام باختراع الصفر الذي غير بشكل كلي مفهوم الأعداد والأرقام والعلوم الرياضية كلها.

النسب المثلثية:

حيث قدم جداول لها تتضمن الجيوب والظلال والزوايا المثلثية، ثم تمت ترجمة تلك الجداول بعد ذلك إلى اللاتينية خلال القرن الثاني عشر.

المختصر في حساب الجبر والمقابلة:

كتابه الذي قام بتأليفة لشرح كيفية حصر الأشكال الهندسية وحساب مساحتها من حيث الحجم والأبعاد، قام أيضا بتوظيف الجبر لحساب أنصبة الأشخاص من الميراث طبقا لأحكام الشريعة الإسلامية، كما تحدث عن تأثر الرياضيات بالأفكار والمعتقدات القديمة في بلاد “بابل” والذي أدى إلى كتابة الرياضيات باللغات العبرية والهندية واليونانية وغيرها، ولقد تم ترجمة ذلك المؤلف إلى اللاتينية خلال القرن الثاني عشر.

الجبر والمقابلة:

من أشهر المؤلفات الموجوده في علم الرياضيات، وتم تأليفة سنة 830 ميلاديا وترك في هيئة مخطوط بدء بالبسملة والحمد، ثم تم كتابتة في القاهرة بعد وفاة الخوارزمي بـ 500 سنة، ونشرت منه النسخة العربية سنة 1831، وحاليا مخطوطة الكتاب تم حفظها بمكتبة “بودلين” بأوكسفورد.

المعادلات التربيعية:

طور الخوارزمي أسلوبا منطقي وهندسي لحل معادلات الدرجة الثانيه (المربعات المجهوله).

الخوارزميات:

مشتقة من أسم مخترعها “الخوارزمي” ومعناها “اللوغاريتمات”، ولقد كان لإكتشافها دورا كبيرا جدا في الرياضيات وعلوم الحاسب الآلى حتى وقتنا الحالي، وهي تساعد بشكل كبير على حل المسائل الحسابية بواسطة الحاسب، ولذلك فقد نالت شهرة كبيرة في جميع انحاء العالم، وبسبب هذا الإكتشاف تم إطلاق لقب “ابو الحاسب الألي” عليه، وتم ترجمة المصطلح إلى الإنجليزية ليصبح “algorithm”.

الفَلَك:

قام الخوارزمي بإجراء العديد من الدراسات والأبحاث في المثلثات وقام بإستنباط  ووضع مرجع للعرب في الفلك يشتمل على الجداول الفلكية التي تحصل عليها من بعض المصادر اليونانية والهندية، والتي تم الإستعانة بها لوضع جداول أخري وترجمتها للغة اليونانية في القرون الوسطى.

الجغرافيا:

قام الخوارزمي بتصحيح العديد من الأبحاث التي قام بها بطليموس والتي تحتوي على معلومات ونتائج خاطئه، كما قام بعدد من التحسينات والتعديلات للجغرافيا التي قام بها، وقام بالإشراف على فريق من الجغرافيين عدده سبعين شخصا للوصول إلى أول خريطة مرسومة للعالم بشكل صحيح، وأشهر مؤلفاتة في علم الجغرافيا كان كتاباً بعنوان “صورة الأرض”.ٍ

مكانة الخوارزمي في العالمين العربي والغربي

مؤلفات الخوارزمي نالت شهرة واسعة ومكانة عالية جدا في أنحاء العالمين العربي والغربي، لما قامت به من دور كبير في إحداث طفرة نوعية كبيرة في علم الرياضيات، وقد أشاد ابن خلدون بمكانة الخوارزمي العالية لكونة أول من كتب مؤلفات في علم الجبر، كما صرح بتلك المكانه أيضا عمر الخيام وأبي كامل بن أسلم للأهمية الكبيرة التي حضيت بها أعماله.

أما عن العالم الغربي فقد نال الخوارزمي الكثير من الصيت و الشهرة الحسنه بدرجة كبيره حيث يتم إستخدام عدد من المصطلحات في المسائل الرياضية مثل مصطلح ” algorithm” الذي يستدل به على كيفية حل المسائل الرياضية وهو مشتق من إسمه نفسة، و مصطلح ” augrim” الذي يدل على الرقم صفر.

قام أيضا بعض الكتاب الغربيون بكتابة عدد من المؤلفات المقتبسه والمستنبطة من مؤلفاته ومنهم الكاتب ألكسندر دي فيلادي الذي قدم كتاب بعنوان ” carmen de algorismo” في سنة 1220 ميلاديا، والكاتب جون أوف هاليفاكث الذي قدم كتاب بعنوان ” algorismus vulgaris” وذلك في عام 1250 ميلاديا.

Web Media
Web Media
تعليقات