الحضارة الفرعونية بصمت تاريخ الإنسانية بفنها وعبقريتها في شتى المجالات، وتاريخها العريق لن ينساه العالم مهما مر من السنوات، فهذه الحضارة ظهرت منذ قديم الزمان وما زالت آثارها موجودة إلى يومنا هذا، فهي من الحضارات العظيمة التي تميزت عن غيرها بوجود أسرار عديدة بين ثنايا تاريخها لم يستطع العلماء الوقوف على كثير من حقائقها إلى يومنا هذا.
تعتبر الحضارة الفرعونية أكبر دليل على عبقرية المصريين القدماء وتمتعهم بمقدار ليس بالهين من الذكاء والدقة وهذا واضح من خلال روعة وعظمة الآثار التي ما زالت محتفظة برونقها وصلابتها إلى الآن، ومن خلال هذا البحث حول الحضارة الفرعونية سوف نستعرض بشكل مفصل مقومات هذه الحضارة وتاريخها.
تعريف الحضارة الفرعونية
حضارة مصرية قديمة جدًا لها تاريخ عريق ذاع صيته في العالم أجمع، وترجع إلى الفترة ما قبل التاريخ وبالتحديد 6000 قبل الميلاد، حيث بدأ المصريون الاستقرار حول نهر النيل، حيث انصب اهتمامهم بالزراعة وتربية الحيوانات والاستفادة منها، كما عني المصريون بالكتابة وبناء المباني العظيمة من قصور ومعابد وتماثيل للآلهة التي كانوا يعبدونها. وخلفوا العديد من الآثار التي لازالت شاهدة على ازدهار حضارتهم مثل الأهرامات وأبو الهول.
تاريخ الحضارة الفرعونية
بما أن الماء سر الحياة بدأ المصريون التمركز قديمًا في منطقة وادي النيل ما سهل تطور الأنشطة الزراعية والصيد وتربية الحيوانات. وبذلك تم وضع الحجر الأساس لتأسيس حضارة عريقة، إذ وجدت حضارة البداري في مصر وتبعها حضارة إمراتيان وحضارة غير زيان وحضارة النقادة.
في فترة ما قبل الأسرات بدأت الرموز الكتابية في الظهور وتطورت إلى أن ظهرت اللغة المعروفة بالهيروغليفية الخاصة بقدماء المصريين، ومن المتفق عليه أنه في عام 3200 قبل الميلاد قام الملك مينا بتوحيد المملكتين إلى مملكة واحدة قوية، ومن ملوك عصر التوحيد نرمر ووحوتب سخموى ونفر كا رع وغيرهم.
بدأ الاهتمام بفنون الطب والهندسة في عهد الدولة القديمة التي عاصرت بناء الأهرامات مما يشير بقوة إلى دقة الفنون المعمارية في هذا الوقت، أما الأمور السياسية اشتد الاهتمام بها في عصر الدولة الوسطى التي أولت الكثير من الاهتمام لأمور السياسية الخارجية.
وبقدوم الدولة الحديثة أصبحت طيبة عاصمة لمصر ولوحظ في عصر هذه الدولة الاهتمام ببناء المعابد العملاقة ذات الفنون المعمارية الخلابة مثل معبد الكرنك، وتشير الكتابات إلى إتجاه أخناتون لتوحيد الآلهة داخل مصر ليعتبر قرص الشمس هو الإله.
آثار الحضارة الفرعونية
الأهرامات
أثر حضاري متميز وهو من أعظم آثار الحضارة الفرعونية وصنف ضمن عجائب الدنيا السبع، وثُبت تاريخيًا أن الأهرامات تم بناؤها في عهد حكم الأسرة الرابعة وذلك في الفترة من عام 2575 إلى عام 2465 ق. م، وهم ثلاث أهرامات أقدمها خوفو.
اللابرنت
وهو معبد بجانب هرم هوارة الشهير خاص بعهد الملك امنمحات الثالث وبه ضريح خاص بالملك، وهو أحد رموز الحضارة الفرعونية.
أبو الهول
التمثال الحجري ذو الشكل المميز الذي تم بناؤه على هيئة أسد ورأس إنسان وهو في منطقة الأهرامات بالجيزة، وبني في عهد الأسرة الرابعة وتحديدًا أثناء حكم خفرع.
أبو سمبل
المعبد المليء بأجمل حكايات الفراعنة حيث أن الرسوم والنحت الموجود داخل هذا المعبد شاهد قوي على الحضارة الفرعونية وما كان يدور من حكايات وأحداث أثناء حكمهم، كما أن المعبد دليل ملموس على جمال الفن المعماري والهندسة الفرعونية.
أشهر ملوك الحضارة الفرعونية
الملك خفرع
أحد مشاهير الحضارة الفرعونية وصاحب الهرم الثاني وينتمي إلى رابع أسرة فرعونية حاكمة التي عاصرها أيضًا الملك خوفو.
الملك زوسر
صاحب هرم سقارة وواحد من ملوك ثالث أسرة فرعونية حاكمة.
الملك توت عنخ آمون والملك أخناتون والملك خنم آمون حتشبسوت ملوك عاصروا الأسرة الثامنة عشر.